الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

رجل المستحيل، ولعنة الكراسي

8- سبتمبر - 2012
ملاحظة :  هذه المقالة كتبتها من بعد لقائي الصحفي مع السيد - ابو شاقور - أبان ترشحه لرئاسة الوزراء بيومين،  ومنعت من النشر في صحيفة - ليبيا -  رغم إنني محررة بالقسم السياسي!


وجهت الخميس الماضي الدعوة للعديد من الصحفيين والأعلامين بمدينة طرابلس، لحضور مناظرة بين الأعلاميين  ومرشح الرئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء - الكيب ، الدكتور مصطفي أبو شاقور،أقيمت المناظرة  في فندق الرديسون بلو، من قبل قناة ليبيا أولاً، كنوع من المواجهة بين الأعلام واحد المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، وذلك لجذب المشاهد وسيراً على مبدأ إدعاء الشفافية والمصداقية وغيره من الشعارات الرنانة الغير موجودة بالمرة على ارض الواقع ، والمثير إن البرنامج الذي وجه لنا الدعوات كان إسمه – الحقيقة اولاً !!
رغم قلة الحضور لكن الملفت إن العديد منهم كان من الشباب، ومنظمات المجتمع المدني، وأستمر هذا اللقاء لمدة ثلاث ساعات متواصلة ، لم يكف فيها المرشح – مصطفي شاقور – من لحظة قدومه عن  إطلاق النكت والتلطف للأعلاميين، متحدثا لنا في بداية اللقاء عن اسباب ترشحه لتولي منصب رئاسة حكومة جديدة بينما لأيزال مستمراً في منصب النائب الأول للحكومة الحالية!!، وحسب قوله كان ترشحه  نتيجة  ضغط العديد من الأصدقاء وتشجيعهم  وصار أحد الأسماء المرشحة للرئاسة، مسهباً في شرحه لإسباب ترشحه، فا الدكتور – شاقور – يعتقد انه الأمثل لتولي الرئاسة لأنه أكثر من يعلم بدهاليز حكومة الكيب، ومكامن الصفقات التي أجرتها الحكومة، و العالم الخفي لصفقات  وزراء حكومة الكيب،  ولأنه الرجل العارف بكل شئ فمن يستطيع إستكمال وضمان إستمرار  ((مشاريع وانجازات )) حكومة الكيب مثله،  وياليت الدكتور – شاقور -  أسهب وتكلم بوضوح حول خطته ومقترحاته التى يعتقد إنها قد تحوله من نائب رئيس حكومة إلى رجل المهام المستحيلة الرئيس نفسه، مثل ماتكلم عن مبررات ترشحه.
وفي تلك اللحظات كان لايفارق ذهني ذاك السوأل الذي ينهش خلايا دماغي منذ يوم سماعي بترشيح نائب الكيب نفسه لتولي الرئاسة،وكذلك وزير الكهرباء !!  كيف استطيع انا المواطنة البسيطة ان أتمئن احد رموز حكومتنا الفاشلة بجدارة، حكومة تصرفت با اموال الشعب ومقدراته با أستهثار، حكومة دفعت المليارات مقابل صفقات خفية او تحت مسمي مساعدات او قروض طويلة الأجل   لتسليم أركان النظام السابق – نظام القذافي –  وكان أخرها إستجلاب المجرم – عبد الله السنوسي -  من  موريتانيا، بعد عدة زيارات متتالية لموريتانيا  لكل من رئيس الحكومة الكيب، ونائبه – شاقور – نفسه إنتهاءً بوفد على قمته وزير المالية !،  بينما أغلب الليبيين لايعلمون شئياً عن مصائر مفقودينهم، ولاتزال الآلاف من الهياكل والجثث مجهولة الهوية تستكين في المقابر الجماعية الغير مكتشفة  !! حكومة أنهكت الشعب على مدي تسعة أشهر متتالية بجميع انواع الصدمات النفسية، وتفننت في خلق اكثر الدرائع والتفسيرات العجيبة تبريرا لفشلها في كل المهام المؤكلة إليها ، وخاصة فيما يتعلق بملف الأمن، إذاً كيف يمكن لهذا الشعب ان يثق في الشريك الرئيسي في هذه الحكومة الفاشلة  ليتولي رئاسة حكومة جديدة ؟؟
وسنحت الفرصة أخيراً، وتقدمت بتسأولي هذا للدكتور – شاقور – وطالبته بتوضيح شئ من مخططاته لإصلاح الوضع الأمني المربك والمتدهور؟
وكان رده في البدء مبررا أنه ليس بشريك بل فقط مجرد نائب رئيس لايقوم بشئ إلا بتصفية المسائل مكان الكيب في حال غيابه اوعدم قدرته على تحقيق مهامه ( حسب قوله ) وليس له أي صلاحيات ممنوحة من قبل الكيب ، وانه عاجز كل العجز عن إتخاد قرارات او فرض مقتراحاته على الحكومة! ، متناسيا الدكتور انه الرجل الثاني في وزارة الكيب.
ويعتقد الدكتور إن الوضع الأمني مستقر ومستتب، والمثير للسخرية إنه بينما الدكتور – شاقور – يتكلم عن هذا الأمن المستقر والأمان! يقبع في الخارج بقايا  ركام الجامع التاريخي  - سيدي الشعاب – بعد ما فجّره المتطرفون بدعوة فتوي وهابي السعودية وبرعاية مشايخ اللجنة الأمنية وحمايتها، وتغاضي الحكومة والمؤتمر الوطني عن تسمية الحقائق با أسمائها، وكأن هناك خوفاً من المتطرفين الذين يقودون اللجنة الأمنية، وهم القائمون بكل هذه الأنتهاكات الأمنية التي تحدث في البلاد، ولا يستطيع أحد أن يقول الحقيقة وهي ساطعة وا واضحة كعين الشمس، حيث تدار هذه الأجهزة الأمنية التي لا تخضع للحكومة وفق أجندات خارجية واضحة وجلية أمام الليبيين! أما عن مخططاته للحد من السلاح المنتشر في الشارع الليبي الذي صار جزء من ثقافة المواطن الليبي، والطريقة الأمثل لهذه المشكلة حسب ماتقدم الدكتور شاقور، ان يكون هناك فريق عمل عالي جداّ متكون من الحكومة والقيادات العليا في التشكيلات المسلحة من الثوار، والمجتمع المدني لوضع حلول لهذه المشكلة، والسلاح الثقيل يرجع للدولة، والسلاح الخفيف يقنن من خلال عدة طرق وبرامج لإستعادة السلاح من خلال العطاء والأخد ومنها شراء السلاح، ومحاولة ترخيصه لحامله، تشجيع حامل السلأح بتسليمه للدولة بتقديم مزيد من ((المنح  المالية))!!
ولعل الدكتور – شاقور – تناسي في غمرة حماسة الترشح إن هذه المقترحات قد سبق وان قدمتها حكومة الكيب في بداية نشأتها، وجميعها فشل .
ماقدمه المرشح النائب – مصطفي ابو شاقور – ليس بجديد، ولا يمر يوم إلا ويثبث لنا عدم عملية هذه الأقتراحات على أرض الواقع، ولايوجد أي مقترح حقيقي بخصوص تفعيل جهاز امن الحدود وجهاز الأستخبارأت، فعلي مايبدو إن الوضع الأمني في ليبيا بالنسبة لشاقور مسألة نسبية لاغير.
لم يذكر أي مقترح جديد حول ملف الأعلام، نفس المطالب السابقة التي صرخ بها الإعلاميين ولا حياة  لمن تنادي، تجاهل تام كعادة الحكومة التي نائبها الاول  -شاقور-، والأنكي إقتراحه وتلميحه إن إدارة وزارة الصحة التى تملك خبرة كبيرة في العلاج بالخارج بشكل خاص ستبقي وستعطي لها مزيد من القوة لكي تتمكن من إنجاز دورها وخاصة في مايتعلق بملف الجرحي!!
وكأننا ايها المواطن الليبي لاينقصنا مزيد من الصدمات النفسية، بصراحة صعقت من تلميحه ورغبته في الأبقاء على مصيبة الصحة وشلتها من أصحاب الخبرات الخارجية على قمة الصحة وتمكين سلطاتها وتقويتها !!
شاقور لم يتمكن من التسويق لنفسه كمرشح، بل فشل هو الأخر كما فشلت حكومته، والخطأ الاول كان أن أنكر دوره في وزارة الكيب ومحاولته الوديعة لإخراج نفسه من محيط كوارث الحكومة، وأعتذر عن التعبير إذ أشعرني أنه مسكين لايهش ولا ينش فقط مجرد متفرج لاغير! ويظهر نفسه في اللحظة التالية على أنه صاحب الأنتصارات – سوبرمان الاخوان - الذي تمكن اخيراً من تحقيق العدالة وجلب – عبد الله السنوسي – للعدالة الليبية (وهذه ايضا لها عدة معاني وتفسيرات  في جعبة الليبي ! ) ولعله نسي كيف رفضت الحكومة الموريتانية  الأذن للطائرة الرسمية التي يركبها الوفد الليبي برئاسته بالهبوط في مطار نواكشوط، وأضطراره إلي الذهاب باريس والتسلل عبر طائرة ركاب عادية والدخول إلى موريتانيا بهذه الصفة الغير جذيرة بكرامة الليبيين خاصة وهو يمثل صفة النائب الأول لرئيس الوزراء الليبي.
لا وجود لواقع عملي واحد  ذكره الدكتور – شاقور- في هذه اللقاء، لعله لم يجهز خطابه التسويقي جيداً؟ أو لعله ليس من متمكنين الكلام أمام جمهور الأعلام، رغم ظهوره اليوم في العديد من القنوات فشئ طبيعي ان يصبح الوجه الأعلامي الأبرز من بعد إنتصاره وأتمام صفقة السنوسي بسلام، و رغم إنكاره لوجود صفقة مألية كبيرة لترضي موريتانيا أخيراً بتسليم السفاح، ولكن الشعب يشتم رائحة الموامرة من بعد الآلاف الأميال، خاصة فيما يتعلق بالأموال والثروات، وستظهر في الأيام المقبلة تصريحات تخالف ما ينكره شاقور بشدة، وعلى سيرة الإنكار لاتزال حكومتنا  منتشية بفرحة  إنتصار – عبد الله السنوسي – (أي غارقة في العسل كعادتها )، وأخبار الأمن المتردي تحل علينا من جديد بلعناتها  واحقادها.
نحن  الليبيون لانطالب برجل المستحيل، ولكننا نريد الرجل القادر والذي يملك رؤيا و يحترم إرادة الليبيين، وانا كمواطنة ليبية  لا أري إن – ابو شاقور – أو البرعصي أو أي من أعضاء الحكومة الفاشلة قد يحقق لنا كيان الدولة الذي سرقه المجلس الأنتقالي وحكومة الكيب ومليشيات التطرف، التي تشتغل لحسابات خارجية والتي تريد تحقيق أوهام خارجة عن العقل والقانون والدين الإسلامي السمح وثقافة وطبيعة الشعب الليبي، ولأ اري في – بوشاقور والبرعصي – إلا انهم سيعيدون لنا المشهد الهزلي  ذاته من جديد، وهولاء لايملكون (( وهم المحسوبون على النخبة السياسية )) من ثقافة الديمقراطية شئياً إذ لو كانوا يملكون ذرة ديمقراطية كانوا قد أستقالوا، او على الأقل لايرشحون أنفسهم من جديد وهم الخارجون من تجربة فاشلة ، فاشلة بقيادتهم سوف تورث البلاد مشاكل ومصائب ستعانيها لسنوات مديدة.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق