الاثنين، 8 أكتوبر 2012

عيد بأي حال عدت يا عيد ؟؟ ابا الحكومة البلهاء , أم بمجلس التنكيد ))

ملاحظة : نتيجة لهذا المقال تعرضت للعديد من المشاكل من قبل مديرة التحرير بالصحيفة التي أتبع لها وهيا صحيفة - فبراير - ، حيث قامت مديرة التحرير - مني الرقيق - بسرقة هذا المقال ، ونشره من بعد محولته إلى مسخ ، وشوهت الحقائق ونزعت كل نقد في المقال ، وكل هذا تصرفت فيه بدون عودة لي او مناقشاتي بخصوص المقال ، فوجئت أنه نشر بعد أسبوع من الحدث والحمد الله انه نشر بدون إسمي ، وهذا للآسف من العقبات التي يتعرض لها الصحفي الليبي الشاب يوميا في مهنته ، حيث تقابله عدم المهنية و قلة الاحترام لمجهوده الادبي والفكري من قبل إدارة المؤسسة الصحفية ، ويصدم الصحفي الشاب بعدم إلتزامهم بالقانون وانتهاكه بكل سفاهة و وقاحة لامثيل لها من قبل إدارته العليا التي كان يجب ان تكون المثال التي يحتذي به الصحفي الشاب في مهنته ، و هذه للآسف كانت بداية صدماتي في المؤسسات الصحفية وعدم ثأترها بدعوات ثورة 17 فبراير ، التي خرجت لإزاحة والقضاء على كل هذه الخروقات ، وطالبت بالحرية وخاصة حرية الرائ والتعبير.
عيد الاستقلال بعد مرور 60 عام , وانقطاع كابوسيا دام 42سنة متتالية من حكم القدافي , يحل علينا وبلادنا تجهل الكثير عن تاريخها , فما كان من حكومتنا العتيدة إلا أن تحتفل بحلول الذكري الستين لإعلان الاستقلال بعيدا عن الشعب, متناسية إياه في حفل عشاء فاخر في ردهات قصر الملك لا يضم ( حسب تعبير احد أعضاء اللجنة المشرفة علي تنظيم الاحتفال ) إلا النخبة من أعضاء الحكومة , والمجلس المحلي والعسكري بطرابلس , وكذلك النخبة من المجلس الانتقالي , وطبعا عدد لباس به من السفراء !!
و بينما تركن في حديقة الملك تحفة فنية مغطاة بشرشف ابيض هدية قدمت من قبل موسئسة اللأكراهية - مجلة- COLORS WITH LOVE- الايطالية للشعب الليبي, تقديرا منهم لربيع الثورات العربية ولرواح الشهداء الهائمة في سماء الله , ليتم تدشينها في ذكري الاستقلال الأولي , بعد أن غيب القدافي تاريخنا .
حمامة سلام مرصعة بآلاف من المقذوفات التي استعملت في الثورة الليبية , فكل رصاصة ترمز لحكاية مع شهيد أو جريح , تحفة فنية من تصميم الفنان الشاب الكوبي الأصل – اريك رفا يلو – وبرفقة فريق من الفنانين الايطاليين , واكتمل العمل بمشاركة فريق من الطلبة الموهوبين من كلية الفنون والأعلام بطرابلس , كان المخطط الأصلي أن يتم تدشين هذه التحفة الفنية في الحديقة التي بجانب – الفندق الكبير – لكي يشاهدها الشعب با أسره , ولكن فضل القائمون علي الاحتفال أن يتم عرضها في حديقة – قصر الملك - للنخبة وان تدشن علي يد رئيس الحكومة – عبد الرحيم الكيب – وبعيدا عن أعين الناس لان زحام الشعب يزعج الحضور النخبوي !!
** دعيت كصحفية لتغطية هذا الاحتفال , ورغم رفضي الاهتمام بمثل هكذا احتفالات لتضم الشعب, وإنما فقط أعضاء حكومة ومجالس تربعوا الكراسي , ولم يسبق لهم التواجد في جبهات القتال, (( ولأنه كان من الأولي علي حكومتنا أن تجهز احتفال لمرور الذكري الستين لأجل الشعب , لا أن تختبي في ردهات القصر لحساب بروتكلات زائفة لأغير تضم النخبة )) ولكن لان الحمامة قدمت كتذكار لأرواح الشهداء , ولأجل الطلبة الموهوبين من كلية الفنون والأعلام الذين شاركو في العمل علي صنع هذه التحفة , وتوقعا مني ان هناك عمل جميل مرتب من قبل اللجنة المنظمة للاحتفال .
وحسب ما ذكر في الدعوة إن الافتتاح سيتم أتناء الساعة الخامسة مساء , من يوم السبت الموافق لتاريخ -24/12/2011- , فحين حضوري كان أول مافاجاني تواجد طاقم العمل الذي قام بصنع المنحوتة بالخارج في الصقيع يجلسون بصبر وخاصة الفنان – اريك – الذي كان ينتظر بشوق لحظة الكشف عن منحوتته , وحين توجهت لهم تخبرني – هبة الله أبو بكر – الموظفة بكلية الفنون والأعلام والتي تعمل كمدونة مع الفريق , إنهم حين توجهوا للجلوس في الداخل مع باقي الضيوف ثم طردهم وبطريقة غير لبقة من قبل احد القائمين علي الاحتفالية , بدعوي إن هذا المكان مخصص للضيوف النخبة فقط !!
توجهت للداخل حيث الغرفة الوحيدة المفتوحة والتي تؤدي للصالة للبحث عن طلبة الكلية الذين شاركو في العمل , فدخلت الغرفة التي كان أمامها الحرس الذين حين أخبرتهم إني صحفية تركوني ادخل , ووجدت بعض الطلبة بالداخل مع الضيوف ومع عدد لباس به من الصحفيين خرجت بحثا عن المصور لكي أتمكن من ثوتيق المقابلات , وحينما عدت تم طردي من قبل المدعو– صلاح الدوبالي – احد منظمي الاحتفال , ويرفض تركي حتى أن أقوم باسترداد حقيبتي التي تركتها بالداخل إلا بمرافقة احد الحرس لكي يتأكد من خروجي وحتى انه سمح لنفسه أن يخبرني عن كيفية عملي وان المقابلات لن يحين موعدها ألان بعد أستكمال الاحتفال , وكان الأكثر إثارة للغضب إني حين حاولت الكلام معه رفض الإصغاء لي وصار يدعي إني قد تسببت له بحالة من الفوضى رغم انه لم يعطيني الفرصة للكلام وحتى تركيب جملة مفيدة كاملة !!!!!!!
طال الانتظار وقبيل موعد صلاة المغرب تتوافد حشود هائلة من فرقة الكشافة مع الاوركسترا الخاصة بها في عرض موسيقي رائع من ميدان الشهداء بصحبة أعداد هائلة من الجمهور المرافق للاستعراض , دخلت الكشافة لباحة القصر , وأغلقت البوابة في وجه باقي الجماهير , احتشد العديد من الشباب والعائلات الذين خابت توقعاتهم فلقد كانوا يظنون إن هذا الاحتفال لأجلهم!! بالمقابل وجد حرس المكان يقومون بإغلاق بوابة القصر في وجوههم , صارت الجماهير الغاضبة القابعة في الصقيع خارج بوابة القصر تندد بهذه المعاملة العنصرية صارخة بغضب إنها – ترفض تكرير مشهد معاملة الكتائب للشعب الليبي في ظل النظام السابق – والمثير جدا في هذا المشهد إن أعضاء من كتيبة ثوار طرابلس التي تقوم بحماية القصر , كانوا متضامنين مع الجماهير المحتشدة بالخارج وهم أيضا يرفضون إن يقام مثل هذا الاحتفال ويستثني منه الشعب , علي عكس رجال الأمن والشرطة الذين لم يحاولوا حتى استيعاب والتخفيف من غضب الجماهير بكلمة !!
ولان إرادة الشعب اقوي من أي أسوار مهما كانت قوية , تمكنوا في مشهد طريف جدا من العد إلي الرقم ثلاثة واندفعوا نحو البوابة وفتحوها بالمقابل أطلق رجال الأمن بسرعة أقدامهم للريح وتوافدت الجماهير حتى امتلأت حديقة القصر الأمامية بهم وصار الكل يقف أمام المنحوتة الفنية ويتسأل عن ماهيتها؟؟ وحاول الفنان – اريك – صاحب العمل أن ينزع عن منحوتته حمامة السلام معبرا ان لحظة كشف النقاب عن الحمامة قد حلت أخيرا فهيا مهداة للشعب فلابد أن يكون الشعب أول المتفرجين عنها , وللأسف لم يتمكن - اريك – وباقي الفريق من نزع الغطاء لان الحرس قد تدخل ومنعهم بطلب من منظمي الاحتفال الانتظار قليلا حتى وصول رئيس الحكومة لكي ينزع عنها الغطاء ويكون أول الناظرين لها (( فعلي ما يبدو إنها مهداة لرئيس الحكومة وليس للشعب !!)).
*** ورغم تلهف العديد من الجماهير للقاء نظرة صغيرة عن المنحوتة فلا من مستجيب لهم , ومع إن صالة القصر بالداخل مليئة بالعديد من الشخصيات المعروفة من مثل – عبد الحكيم بالحاج – رئيس المجلس العسكري , وكذلك – عبد الرزاق ابو حجر – رئيس المجلس المحلي بطرابلس ((والذي تعرض احد أفراد حرسه بالعنف للشباب المعتصم في ميدان الجزائر تحت شعار- تصحيح مسار الثورة- لأنهم بكل بساطة اعترضوا موكب رئيس المجلس المحلي حين ذهابه لقصر الملك )) والعديد من الشخصيات الاعتبارية التي صمت أذانها عن ضجيج الجماهير الغاضبة في الخارج واستمرت في حفل عشائها انتظارا لرئيس حكومتها العتيدة !!
طال الانتظار وفي النهاية منظمي الحفل يقومون بأ اغلاق الأضواء الخارجية في حديقة القصر , ورغم العتمة إلا إن الجماهير فضلت البقاء في انتظار الكشف عن المنحوتة .
المثير للغيظ والحنق بجميع أنواعه , إني مع العديد من الصحفيين والمصورين الليبيين وكذلك الأجانب لم نتمكن من الدخول إلي صالة القصر لثوتيق ما يعرض من صور قديمة خاصة بعائلة الملك الراحل – إدريس السنوسي – وبكل وقاحة يبرر منظمي الاحتفال منعهم لنا بان من غير المسموح للصحفيين التواجد بالداخل رغم دعوتهم لنا !!!((( طبعا هذا القانون لا يطبق علي تلفزيون الجزيرة وباقي القنوات الفضائية المشهورة !!! , والصحفيين من أصدقائهم !!!)))) وحين طلبت من المدعو – صلاح الدوبالي – إجراء مقابلة مصورة معه لحساب جريدة فبراير لعلنا نفهم من وراء هذه الفوضى ؟؟ رفض المقابلة بحجة انه ليس مسموح له أن يجري مقابلات صحفية معنا!!!
والانكي إن رئيس الحكومة الذي ينتظره شعبه بالخارج في حديقة القصر , متواجد في صالة القصر وببث مباشر لخطابه الموجه للشعب الليبي تنقله قناة - الجزيرة مباشرة – والجماهير التي بالخارج لتزال في حالة انتظار وحماس رغم الصقيع لوصول رئيس الحكومة المؤقر, يخطب في الداخل وبنقل مباشر من قناة الجزيرة !! ولا توجد ميكروفونات صوت ولا حتى شاشة عرض لتبث كلمته للعامة التي في انتظاره في الخارج منذ ساعات !! والذي يفترض إن هذا الخطاب موجه في الأساس لهذه الجماهير !! فهل يجب أن يكون هولاء المتواجدون بالخارج من النخبة لكي يلتفت لهم رئيس الحكومة ويوجه كلمته لهم ؟؟ وتكثر تسأ ولاتنا , فهل كان الأجدر بنا نحن الصحفيين الليبيين أن ننتمي لمؤسسات إعلامية كبيرة لكي يتم التعامل معنا بمهينة واحترام من قبل منظمي الاحتفال؟؟؟ وهل كان يجدر بالفنان صاحب منحوتة حمامة السلام – اريك رافايلو – أن يهديها لدولة أخري , لكي حقا يتم إهدائها للشعب لا للحكومة المؤقتة والمجلس ؟؟ تكثر التساؤلات ولا من مجيب !!
  • وانأ للأسف التي لم اعرف الاستقلال ولم اسمع به حتى ذهبت إلي هذا الحفل فرحة أن أريي حفل يدل علي هذا المعني , ولكن خاب ظني كثيرا بهذا الاستهتار في حق المواطن الليبي , وعدت أجرجر أذيال الخيبة ولسان حالي يقول (( عيد بأي حال عدت يا عيد ؟ أبا الحكومة البلهاء , أم بمجلس التنكيد )) .
  • بمناسبة الذكري الأولى لإستقلال ليبيا، 24، ديسمبر ، 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق