الاثنين، 1 أكتوبر 2012

لاجيئي الصومال في غياهب النسيان

ملاحظة : هذا التقرير أغضب  الأشخاص الليبيين العاملين بمنظمة - الأغاثه الإسلامية - ، لآنها المسئول الأول عن وضع ومتطلبات وتنظيم شئون هولاء اللاجئين ، والتقرير يظهر مدي إهتمام هذه المنظمة الصادق !!
بسبب هذا التقرير تعرضت للتهديد من قبل أحد العاملين بالمنظمة، ولكن تهديده كان لطيف جدا فقط هددني بمقاضاتي ، و السيد من بعد ذهابه للموقع والتأكد من واقع وصدق  ما نقلته في التقرير ، لم يستمر في تهديده وأكتف بقطع كآفة  علاقات العمل بيننا.
أخر ما عرفته عن حال هولاء اللاجئين ، لنه لم يتم ترحيلهم ، ولايزالون يقبعون في نفس الموقع ، وبل  فأقت أعدادهم عن السابق ، وهذا يؤكد وجود خلل كبير في منظومة حماية الحدود ، تزوج العديد من المراهقات منهن ، وعدم توفر أي فرصة للتعليم او إدماجهم في الدولة ، ليس كمواطنين بل مهاجرين  يمكن الإستفادة منهم  في العمالة ، وبطريقة قانونية تحمي حقهم الانساني ، وتحمينا نحن كليبيين  من إستغلال الأيدي العالمة  والتي هيا في واقع الحال غير ليبية.
h

من مجاعة الي بؤس الانتظار .
في الساحة الخارجية من المطبخ .وجدت بعضهم ينظفون صحون افطارهم . وعلي نار الحطب يجهزون غذائهم . علي مايبدو ان وجبة الارز المتكررة بشكل يومي تكفيهم غذاء . وعشاء. المطبخ كان في حالة مزرية جدا . الارضية وسخة . الروائح كريهة جدا .وعلي مايبدو ان انابيب الغاز قد سرقت من الموقع .
انتقلنا الي غرفهم . الذي يتضح بشدة ويكاد ان يصرخ . انهم في حاجة شادة لمن يدير عملية النظافة لديهم . ...
 
رغم توفر المياه في المساكن . وكذلك مستلزمات التنظيف . ولكن الممرات وسخة جدا . والمكان بحاجة الي التهوية . الرائحة مقيتة جدا .
وبينما نتجول انضم الينا الشيخ –عادل الشامي – وبمجرد ان رأه الاطفال تسابقو الي احضانه ( علي مايبدو انه الشخصية المحبوبة بين الأجئين ) اكد لي انه يوميا يحرص علي تنبيهم حول نظافة المسكن . ولكن لاتوجد فائدة. يبدو انهم بدو اعتادو الترحال في الصحراء. لذلك النظافة اخر همومهم .

 دخلت لغرفة كان فيها اربعة فتيات مراهقات . حاولت ان اتواصل معهن رغم انجليزيتي السيئة . لقد قدمو للموقع مع المجموعة التي اتت في الامس من سبها . طموحاتهم قليلة . فقط يسعون لركوب الامواج العاتية والوصول الي اروبا- ارض الاحلام -.
محود عبد الرزاق احمد – كان يتحدث العربية . فقص علي تفاصيل رحلته :-
انطلق رحلتنا من السودان . خلال تلاثين يوم . تحت شمس الصحراء . كدنا نموت من العطش . والجوع . كان في سيارتنا – 58 شخص – نساء . رجال . وطفلة واحدة . أبقتها محبة الله علي قيد الحياة . كانت المصاعب من نصيبنا نحن الرجال اكثر من النساء. كنا في عز حرارة الظهر . نهبط من السيرة لكي نجرها بسبب غرقها في رمال الصحراء . توجهنا من مدينة سبها . الي العاصمة طرابلس . والتي كنا نتوقع اننا سنظل فيها حوالي التمانية واربعون ساعة . ثم نركب السفينة التي في انتظارنا ونهاجر . انها حقا رحلة في احضان الجحيم . وفي النهاية هاانا هنا سجين هذه المساحة الشاسعة ولا اتمكن من مغادرتها . اشعر بخيبة امل شديدة . الحمدالله ان الليبين اشفقو علي حالنا ويبذلون قصاري جهذهم لتوفير الامن لنا والرعاية الصحية والماكل . العديد منا مرضي . لا ناكل الي وجبتين من النشويات . ورغم هذا الحال الحمدالله.
الوضع مؤلم جدا يبدو انهم في حاجة للاغاثة . والعمل علي ترحيلهم الي وطنهم مجددا . وحسب ماحذتنا المهندس – نصر الدين جحيذر – عضو المجلس التسئيري لمشروع السكة الحديدية .
رغم ان الأجئين ثم استقدامهم من خلال منظمة –الاغاثة الاسلامية –هيئة ألأمم المتحدة- الي الموقع ولكنهم لم يصرفو عليهم شيئا يذكر معادا مواد التنظيف فقط . وفي نفس الوقت حذتث بعض الحساسيات بين منظمة الاغاثة الاسلامية . ومنظمة الاغاثة الليبية التابعة للمجلس الوطني الانتقالي . التي تعتقد ان ليس من حق منظمة الاغاثة الاسلامية ان تدير شئون الاجئين . وهيا ايضا لم توفر الي معونة تكفي لاسبوع ومن ثم لم نعد نسمع عنها شيئا _ ( هل يعقل بسبب اشكاليات عمل اداري . ان تدير كل من المنظمتين ظهرها للاجئين ؟. ولايبقي غيرنا في الواجهة لاستقبالهم وتوفير احتياجاتهم ؟. رغم اننا سعداء بتقديم العون . ولكن الحمل اصبح يثقل علينا . خاصة مع استمرار توافد الاجئين للموقع )نحاول ان نخاطب المننظمتين بشكل يومي . ولكن لايوجد استجابة فعلية علي ارض الواقع . مندوب السفارة الصومالية بشكل يومي يزورهم . لكن لايقدم معونات . علي مايبدو ان هم انفسهم في اشد الحيرة . كل ماقدم للوقت الحالي مجرد معونات تطوعية من طرفنا . وبمساعدة الدكتور حمزة صالح . وكذلك علاقات الشيخ الشخصية. التي توصل من خلالها الي جلب مساعدات من – جمعية ديوان المحاسبة – وبتنسيق من السيد –محمد القشاط – عضو ائتلاف 17 فبراير ديوان المحاسبة – والذي عرض خدماته بكل سعادة .

الخاتمة:-
علي مايبدو ان للاغاثة الاسلامية مكتب في الموقع . صادفنا الشاب الذي في المكتب. سالته عن صفته . ولكنه لم يجيب. حاولت ان استفسر منه عن الوضع هنا . رد علي بلهجة حادة . انه لايعرف شئ . وليس له علاقة بشئ . واني لابد ان اخاطب مديره الغير متواجد في الموقع !!!
لقد اكد لنا كل من مهندسي الموقع .وكذلك الشيخ عادل . حاجتهم للمعونات الانسانية لهولاء الاجئين . وان لابد علي منظمة الاغاثة الاسلامية ان تدعم اقوالها بالفعل . رغم مخاطبيتنا اليومية للمنظمة . ولكن تجاوبها الفعلي كان مجرد –اوراق وملصقات – نحن في حاجة الي نقل حقيقة الوضع هنا بكل مصداقية . لاننا لانستطيع ان نعانيه لوحدنا بدون مساعادات. واغاثة طبية. او غذائية .
هولاء الاجئين في امس الحاجة الي فحوصات عاجلة –للامراض السارية – توفير عيادة في الموقع . وتوفير الحافز لكي يقومون بتغير عاداتهم . والعمل علي تنظيف مخلفاتهم . او حملات توعية لاهمية التنظيف . وكذلك في امس الحاجة الي الملابس . بعضهم كان يرتدي قطعة قماش ملفوفة علي اجسادهم النحيلة . ايضا لابد من تزويدهم بغذاء صحي . فلقد هرو من مجاعة لكي يتوفر لهم ماياكلون . وعلي مايبدو انهم استبدلو بؤس المجاعة . بنوع جديد من المأساة .
السؤال الصارخ الذي يتبادر الي عقلي . كيف يتم استقبالهم ونحن في حالة حرب لم تنتهي بعد ؟؟ متي سيتم ترحيلهم ؟؟ اليس لدينا اولئيات لكي نهتم بها ونصرف عليها .خاصة موضوع المصابين والجرحي ؟؟ في هذا التقرير لا احاول ان احرك الراي العام . ولكني ابحث عن استجابة من قبل منظمة الاغاثة الاسلامية . وكذلك الاغاثة الليبية لحزم الامر وللتصرف الجدي وتقديم المعونات اللازمة وانهاء ازمة الاجئين وترحيلهم الي وطنهم . ولابد من ضبط عملية الهجرة بشكل مستعجل .
 hhgf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق