الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

In farashiya day 13/3/2014

من الصور الجميلة التي التقطتها لي  العام الماضي في-  يوم الفراشية واللبسة العربية - الفنانة الرسامة والمصورة - سعاد الشويهدي -  ، هذا اليوم خاص بمدينة طرابلس - ليبيا - يتعلق بمحاولة الشباب الطرابلسي لإستحضار ماضي طرابلس الجميل ، والفراشية عبارة عن لحاف أبيض ، تتغطي به النساء الليبيات سابقا مع تغطية الاعين من خلاله ، هذا الرداء خاص بوقت الخروج فقط ، ونتشارك في هذا التقليد مع تونس والجزائر ايضا لكن مع اختلاف في نوعية القماش وطريقة التلحف به .
In farashiya day 13/3/2014
by :Souad Alshwehdi

الخميس، 20 مارس 2014

(الربيع الزاهر)

                 ربيع الثورة ازهر دماءً واشلاء .

 ((والدتي تنتظر عودة اخي بشوق بعد حفل تخرجه من ضمن دفعة خريجي الثانوية العسكرية الفنية برتبة عسكري ، ولكنها استقبلته  اشلاء منثورة مرمية هنا وهناك  أمام الثانوية العسكرية ، في أي كفن سنضع بقايا جثته ؟ وهل تبقي من جسدك المغتال شيئا لوضعه في كفن يالله ؟ أين بقايا أخي ، أين بقايا أبني ، أين بقايا حبيبي  ..))
هذا ليس مشهد من فيلم أكشن، بل هذا واقع عايشته بنغازي الجريحة للمرة الألف لعلها، ولكن اليوم بأسلوب جديد – سيارة مفخخة – لذلك الطمي ، واندبي يا أمنا في شرقنا الحبيب  ، الطمي  ياليبيا ابنائك المغتالون ، الطمي واندبي على بقايا جثثهم المتناثرة في كل مكان ، اندبوا لعنة ربيعنا العربي ((الاخوان – وانصار شريعة القتل ))، فقد حان وقت الندب ، حان وقت الصراخ ، الصراخ حتي تبح حناجرنا وتختفي اصواتنا ، صراخا على ربيع ثورتنا الذي ازهر دماءاً واشلاءاً ، والمؤتمر الوطني نصب رئيسه قائدا لقوات الدروع ، ومافيا غرفة ثوار ليبيا ، وانصار الشريعة ، وباع أهل بنغازي بحفنة من الذهب الأسود، أين الدروع المكلفة من بنغازي ودرنة والبيضاء أين ؟؟ اين مافيا ثوارك ؟ التي نصبتها علينا من ما يحصل فينا من خطف ، وابتزاز ، واغتيال وقتل ، او الأحرى ما يرتكب فينا من ارهاب يومي تارة باسم الوطنية وتارة باسم الدين، أم ان المؤتمر استبدل الوطن  بكتلة الوفاء والاخوان ، الكتلتان اللتان لايعلم الليبيون اين تصب مياههم ، لكنها مؤكدا ليس في تراب الوطن !
زيدان وأقالته ، او عزله حسب ما صرح الناطق الرسمي – عمر حميدان - ، وتصريحاته الواهنة الضعيفة ، بل الانكي تزكيته لقطر، و وصفه لنوري ابو سهمين بالمغلوب على أمره ، مقابلة  مخيبة للتوقعات  لرئيس معزول ، كنا نتوقع منه ان يستعرض علينا حقائق جديدة لا نعلمها لا ان يزكي ويتهرب ، ولعل الكلمة الوحيدة التي قالها ذات فائدة تذكر هيا وصفه لمفتي الديار – الصادق الغرياني – بالمتدخل فيما لا شأن له والقائم على الفتنة ، أخيراً كلمة حق نسمعها من مسئول سابق او حالي ضد هذا الرجل ،مقابلة - على زيدان – مخيبة ومريبة ، وتطرح تساؤلات عن هذا الرجل (زيدان ) الذي ذهب غير مأسوفاً عليه ، وعلى فشله المريع ، والليبيون يتحدثون عن شراكته الكاملة في المؤامرة على الوطن ، مع بقية المافيات التي تدير ، وإدارة البلاد في الفترة الماضية ، و الأ ما معني صمته هذا؟ هذا الصمت مريب ، مريب .؟!
ومباشرة من بعد تنحية على زيدان من الطريق وتنصيب وزير الدفاع المغلوب على امره ايضاً كرئيس مؤقت للحكومة التسيرية ، يعلن – نوري ابو سهمين –  المنتهية صلاحياته كقائد اعلى للجيش ، القرار (42)  بتوظيف دروع قوات المنطقة  الوسطي – مصراته – بفك حصار الحقول النفطية ، مكررا بهذا نفس سيناريو بني وليد ، وبدل  من التوجه للسدرة مباشرة نفاجئ بالضرب في مدينة سرت !! قوات لا تحتكم لرئاسة الاركان وتتحرك وتضرب حسب مزاجها ، قوات تعتقد من نفسها الوحيدة التي تملك صك الوطنية ، ميلشيات لهفت الكثير والكثير من ميزانية حكومة الكيب، وزيدان ، ميلشيات سعت للحرب الاهلية وسبق وان نجحت ، وأيضاً أبشركم انها ستنجح هذه المرة ايضاً بحكم ان حراميها حاميها ، ستنجح وسيستمر مسلسل الهزل .
معاً لنعدد الكوارث في ظل هذين الاسبوعين ، تنحية زيدان بدون اكتمال النصاب القانوني حسب ما ورد في الاعلان الدستوري ، توظيف درع مصراته بفك حصار الحقول النفطية بقرار باطل ومنتهية صلاحيات صاحبه (القائد الاعلى لقوات الجيش الليبي المنحصرة في قوات مصراته ) ، بيع النفط بخسارة لناقلة بحرية كورية ، وتمكن قوات المارينز الامريكية من استعادة الشحنة المهربة أخيرا من بعد كثرة السيناريوهات والتحليلات حول مصير النفط المهرب بربع ثمنه للناقلة الكورية ، حُسم الامر بتدخل قوات المارينيز الامريكية ، ومن الطبيعي تدخل القوات الامريكية بحكم ان الشركة التي باع منها - جظران - النفط امريكية ، والمتوقع حاليا اما بيع الشحنة وتسليم الايرادات لليبيا ، او تسليم الناقلة النفطية لليبيا وهذا مستبعد ،  استكمالا لسيناريو الكوارث ، استمرار مسلسل القتل اليومي في بنغازي ، بل تطوره للقتل بالجملة من خلال السيارات المفخخة ، في اول يوم عمل للمؤتمر الوطني – رئيس الحكومة التسيرية – عبد الله الثني -  يطلب من المؤتمر بمده بأموال من ميزانية الطواري، الطلب لم يتضمن رقماً محددا من الارقام ، ولم يتضمن الأسباب ايضاً !! اعتداءات  شبه يومية على الحقول النفطية في الجنوب الشرقي ، واعلان حالة الطواري وسحب الحكومات الاجنبية لعمالها الاجانب من الحقول النفطية وبقاء ابنائنا في العمل صامدين في وجه عصابة على بابا والاربعين حرامي الخاصة بالنفط .

صدقاً اسبوع وانا عاجزة عن الكتابة ليس من هول الصدمة ،بل بسبب ان كل السيناريو المتوقع حصل ، ولم اتمكن من الشعور الا بالبرود يحيط جميع حواسي وافكاري اتجاه المشهد الليبي ، متسائلة الى اين المطاف والنهاية ؟ ما الذي سأقدمه من فكر او حل من خلال الكتابة ، السؤال الاهم لمن اكتب ؟ شعب سلبي لايتحرك !  أم اكتب لمؤتمر انتهت صلاحياته ورغم هذا لازال يماطل بكل وقاحة معتمدا على زبانيته ؟؟ الذي لم استوعبه ان من يقتل في الجيش ويغتاله بشكل يومي ، ويصفي القضاة وينتقم منهم بسبب ماضي قضاياهم معهم، معروفين للكل سواء في الشرق الليبي او غربه ، ورغم هذا لا ينتفض الشرق ويعلن الحرب عليهم بصحبة ما تبقي من قوات الصاعقة ، رغم ان السلاح منتشر لدي الكل ! لماذا لا تعلنون الحرب وانعتاقكم من حكم الارهابيين المغتالين لأرواح ابنائنا كل يوم اكثر من اربع ضحايا ، الشرق يعلن كل يوم الحداد والغرب الليبي يعلن الصمت ، الى متي نظل خاضعين للمؤامرات القطرية والاخوانية ، الى متي نظل خانعين لسفاحي الرقاب من انصار شريعة القتل ، الى متي نظل خاضعين لمؤتمر صلاحياته منتهية يتلاعب بمصائرنا ويستبدل الوطن مقابل حفنة من الذهب الاسود والمناصب والمليارات المخفية في الارصدة السويسرية ؟ الى متي ، نظل في نفس الخانة السوداء لا نتحرك بعيدا عنها ولا نعلن التمرد ، الطامة قبل ما تكون في الميلشيات والاحزاب المؤدلجة،  والتناطح الخارجي على ثرواتنا ، العلّة في داخلنا نحن كشعب ، شعب سلبي يملك السلاح ويكدسه ويعلن الحرب الصامتة على نفسه ، شعب مشترك في الجرم بصمته ، في الختام العلة تكمن فينا ، لابد علينا من اعلان التمرد وان نعود لنتحول معا فصيل واحد ضد الخازوق الاخواني والارهابي الذي يترصدنا كل يوم . 


السبت، 8 مارس 2014

تفاصيل عملية خطف والد الدكتورة - مريم الطيب - الملقبة بوالدة دوشكة الحربي ......

من منا لايعرف الدكتورة مريم الطيب !! الدكتورة التي ناضلت في ثورة السابع عشر من فبراير ، وخاضت هي وزوجها الجبهة بسلاحها وطبها  ، وأسعفت الثوار في الجبهة وساندتهم   ،  رغم حملها في ذاك الحين بطفلتها دوشكة.

 لابد انكم حاليا عرفتم السيدة التي لاتهاب كلمة الحق ، السيدة التي تميزت بانتقاذاتها اللاذعة للوضع الراهن الذي وصل اليه حال الوطن ، ورغم نفيها وتجريمها من قبل الميلشيات لرفضها للحرب القبلية التي اعلنها المؤتمر الوطني سابقاً على موطنها - بني وليد - ورغم ان السيف لايزال قابع على رقبة الدكتورة مريم الطيب ، ورغم نفيها اجتماعيا وبقائها رهينة منزلها فقط  ، ورغم  لهذه اللحظة لازالت تعيش الارهاب اليومي الا ان هذا لم يمنعها نهائيا ومطلقاً يوما من وصف السيئات على حقيقتها ، في الايام الماضية الدكتورة مريم تعرض كلُ من اخيها و والدها للخطف ، والتعذيب ، والرهن ، من قبل الميلشيات المشرعنة التي طلبت  فدية مقابل اطلاق سراحهم، وفدية تجاوزت الخمسة عشر الف مقابل اطلاق سراح والدها الذي لم يرتكب اي جرم الا انه فقط كان والدها !!
ايضا في النهاية تعلق على حال الوطن وحال الشعب الذي انقسم بين مؤيد لنظام سابق ، ومعارضٌ له ، وهذا تجسد في قصتها الشخصية ...


الجمعة، 28 فبراير 2014

مقالة نشرت في موقع ليبيا المستقبل

مصدر المقال الاصلي
               انقلابات وهمية، بينما يعيش الليبيون الكوميديا السوداء بكل فصولها.
تتناقل الاخبار كالنار في الهشيم، صراحة ككاتبة لم اعد استطيع المتابعة بذات الوتيرة هذا الكم الهائل من الاخبار الصادمة، انقلاب، لم يحدث انقلاب،احالة الانقلابين الى التحقيق!، هجوم على المؤتمر، شرعية لم تُسقط بعد، حكومة الظل لم تذهب بعيدا بظلالها السوداء، وفي ظل هذا المشهد السياسي الشنيع، هنا تتجلى الكوميديا السوداء بكل فصولها على المواطن الليبي.
أخبار الخطف زادت وتيرتها وبكل وقاحة في عين الشمس، خطف امام الإشارات المرورية، ليس بشيء يذكر، خطف الفتيات، صعقهن بالمسدسات الكهربائية في اثناء سيرهن في الشوارع من قبل مجهولين، (أيضا هذا ليس بشيء يذكر بالمرة)، خطف الاطفال من حاضنات المشافي، خطف الشباب المراهقين وطلب الفدية، واذا كان اهل المخطوفين  محظوظين فسيجدون جثث ابنائهم بسرعة، وأخيراً  قتل مصريين بتهمة ديانتهم المسيحية في مدينة بنغازي! وهذه ليست الحادثة الاولى من نوعها وخاصة في منطقة الشرق الليبي، تحطيم كنائس قتل أرواح واعدامهم، وكأنهم نعاج لا تنتمي لهذه البشرية بصلة، الارواح الشريرة قابعة  ساخرة، تعبث بحيواتنا التي صارت دون معني.
لأزال الساسة يتلاعبون بخبر انقلاب - حفتر-  العبيط، الذي من خلاله افسد على الشعب فرصة الاستمرار في المطالب  السلمية، الطامة ان انقلاب اللواء المتقاعد - خليفة حفتر -  لم يكن سواء مجرد انقلاب تلفزيوني ناعم متشبها به اللواء المتقاعد بقائد قوات الجيش المصري ذو الشعبية الفريق - عبد الفتاح  السيسي -، ومن يوم انقلابه الناعم السؤال الذي يراود عقلي، من ضحك على - حفتر - واقنعه بهذا التصرف الطائش الذي يجني ثماره المرة الشعب حالياً! أم ان الجنرال مازال يعيش اوهامه القديمة مع القذافي، بعد هذا الانقلاب بعدة ايام مباشرة نشهد بيان أخر، صدر عن كلٌ من كتيبتي الصواعق والقعقاع، ونتيجة لهذا البيان الصادم ماكان من المؤتمر المتمسك بشرعيته الا إحالة كلٌ من كتيبة القعقاع والصواعق الى التحقيق العسكري، وفك  الكتيبتين، وعلى أثر هذا الخبر، وخبر تعرض قائد كتيبة القعقاع - عثمان مليقطة - لمحاولة اغتيال،على اثره  قامت الكتيبة باستعراض للقوة وبث الذعر ليلة الاحد الماضي في قلوب اعضاء المؤتمر الوطني،كان هذا الاستعراض فقط مجرد حركة ترهيب لا اكثر ،و لم تلحق أي اضرار بالمباني، لا قاعات الاجتماعات الاسبوعية ولا قصور الضيافة.
تلاوة صلاة الحقيقة...
الآن لنأتي للحقائق ولنتلوها بصوت عالي، قد يعتقد البعض ان هذه المقارنة غير عادلة وخاصة اصحاب التوجهات والايدولوجيات السياسية، ولكن هذه المقارنة عادلة للغاية بالنسبة للشارع الطرابلسي بشكل خاص:
الحقيقة الاولي: لماذا أقام المؤتمر الوطني الدنيا على كتيبة القعقاع والصواعق التي اصدرت بيان هزيل  هددت من خلاله من أسمتهم بالإخوان المفسدين واصحاب الايدولوجيات الارهابية بالقبض عليهم، ورغم هذا لم تقدم الكتيبتين على شيء يذكر؟ بالمقابل المؤتمر الوطني  لم يتجرأ ليومنا هذا بالمطالبة بفك وأحاله عصابات غرغور المشرعنة والتي قتلت خمسون متظاهر بكل دم بارد الى التحقيق او فك قواتهم؟ بالعكس مهدت لهم الطريق للخروج من طرابلس بكل سلام واستقبلت في موطنها استقبال الابطال بالزغاريد والذبائح ؟! والى الآن حق الخمسون مواطن  القتيل ضائع ولا حياة لمن تنادي، لا من حكومة ولا من مؤتمر؟!
الحقيقة الثانية: الى الآن المؤتمر لم يتخذ قراره بعد ولمن سيسلم السلطة، ويستغل قصص الانقلاب كفزاعة وهمية ليستمر في المماطلة، ولم يقرر ليومنا هذا  ما اذا كانت ستكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية، او فقط رئاسية ؟! لا شكل لهذه الانتخابات، ولا حتي آلية محددة!!
لنعود بالذاكرة الى يوم تسليم سلطات المجلس الانتقالي للمؤتمر الوطني والاحتفال الذي اقيم بهذه المناسبة، في ذاك المشهد من سلم سلطات المجلس الانتقالي لرئيس المؤتمر الوطني حينها - المقريف - كان رئيس المحكمة العليا هو من سلم السلطة ونقلها للمؤتمر الوطني وأشرف على التعهد، الشعب مدرك جيدا إننا في ليبيا لا نملك محكمة دستورية، ولكن من الممكن ان تنوب هذه المحكمة العليا مكان المؤتمر الوطني وتستلم منه السلطة بشكل مؤقت الى حين توفر قليل من الامن والاستقرار السياسي، بعيدا عن مساخر وصراعات الكتل السياسية،على الاقل في النهاية المحكمة العليا تتكون من رجال قانون، وليس 200 عضو الله وحده ليومنا هذا يعلم خلفياتهم ومؤهلاتهم العلمية والثقافية الحقيقية.
ورغم هذا، الموضوع مرفوض بشكل قاطع من قبل المؤتمر الوطني،  بحجة إنه في ظل الحالة الامنية الراهنة لا يوجد من سيحمي المحكمة العليا اذا ما استلمت السلطات من المؤتمر، على عكس حال المؤتمر الذي فيه كل كتلة تملك ميلشيا مشرعنة، والرئاسة بحذ ذاتها  تملك غرفة ثوار ليبيا، والتي كانت سابقا تنسيقية العزل السياسي، ((صحيح ليس هناك جيش يحمي المحكمة العليا وبقية مؤسسات الدولة والوطن، فذاك الجيش مرهون لخدمة مصالح الكتل والمؤتمر الوطني لا غير)).
الحقيقة الثالثة: في ظل الاحتقان السياسي لازالت رئاسة المؤتمر الوطني تراهن على شرعيتها، وبكل دهاء أحمق لزيادة التوتر والاحتقان، تلعب لعبة التكتم على المعلومة بل مصادرتها أيضاً، فلم يعد يخرج علينا من المؤتمر الوطني مخاطبا للشعب الا المتحدث الرسمي السيد - عمر حميدان - الدبلوماسي الممل لحد الضجر الشديد، وفي الختام  يخرج الشعب من خطبه غير مستوعب لشيء !! بل أصبح المؤتمر الوطني لا يسمح للأعلام بتغطية الجلسات الا لوسيلتين إعلاميتين فقط لا غير، قناة الرئاسة ((قناة النبأ )) و(قناة الجزيرة) بينما تمنع بقية القنوات والوكالات والصحف، بل صودر حقها في التغطية الاعلامية بحجة التوقيت الامني غير مناسب حاليا!!
الحقيقة الرابعة: الكتل في المؤتمر الوطني تتصارع بكل صفاقة على مصير الوطن، وكل كتلة تملك كتيبة تدعمها، الا الشعب الليبي المسكين الذي لا يملك حتي جيش ولا شرطة تحميه!!
في ظل كل هذا الاحتقان السياسي الذي مع مرور الوقت سيتحول الى صراع قبلي واحتقان طائفي بشع رغم اننا لسنا بدولة ذات تعدد طائفي ديني، لكن الطائفية التي اقصدها هنا طائفية من نوع أخر بين دين واحد، والمشكلة إننا ابدا لن نبني دولة مدنية حلم بها الشهداء ونحن، بل في حال استمرار هذا المشهد السياسي الكئيب ستستلم القبائل دفة الحكم والسلطة وسنعود للخانة الاولي، ليبيا قبلية بدون هوادة.
يكفيكم حقائق بشعة لهذا الاسبوع، حاولت أن ارصد الوقائع كما يتناولها اغلب الشعب في يومياته، حاولت ان احلل مدي بشاعة ازمتنا الامنية في ظل حكومة الظل، ولكي أكون واقعية فمهما حاولت فلن اتمكن من رصد كل قبيح، فالبشاعة صارت عنوان حياتنا اليومية.
عشتار محمد

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

شعب لايزال يملئ المقاهي بصخبه، وطبول الحرب تقرع.

                 ((تسلية جديدة من تسليات حكومة الأمل الموعود ))
  فبينما الكهرباء صارت لا تشرفنا بحضورها في اليوم  الأ ساعات محدودة ، وجنوب البلاد منتهك الحدود وبقايا فلول النظام فيه اعلنوا حرب الشوارع على سبها ، وما يحصل في ورشفانة وبين مساكنها هل هي حرب ضد العصابات أم حرب ضد خلايا نائمة للنظام السابق ؟! الله وحده يعلم حقيقة الوضع المأساوي هناك .
في خضم كل هذا المواطن المنهك لم يعد يعرف اين يوزع لعناته هل يوزعها على الحكومة العاجزة ، ام على مؤتمر التمديد، ام على بقايا نظام تنساق بكل سذاجة وراء قناة تلفزيونية ، ام على غرفة ثوار ليبيا التي صارت تبدع في عمليات الاختطاف ، خطيفة هذه المرة جاءت من نصيب دبلوماسيين مصريين مساكين ، انتقاما من قبض وزارة الداخلية المصرية  على ابو عبيدة الليبي قائدهم الأعلى ، بتهمة الارهاب وتورطه في تهريب السلاح لي اخوان مصر ، (( صحيح ما أسم أبو عبيدة الليبي يا تري ؟ فنحن كليبين لانعرف له اسم الا هذا اللقب ، قمة المهازل اليس كذلك ؟! 
وبين صمت  رئيس المؤتمر الوطني الذي خلق لغرفة ثوار ليبيا كيان يذكر، يبدو اننا صرنا امام مافيا ذات اساليب ايطالية لكنها سلفية قحة ، تكبر وتزداد هيبتها كل يوم في الشارع الليبي ، وكل من المؤتمر والحكومة بكل عجز  تقدم الولاء للأب الاكبر يوميا  ..
ورغم هذا يتشدق رئيس وزرائنا المؤقر ويرد على تساؤل احد الصحفيات في مؤتمره الصحفي الاخير (( ان الفشل الامني كلمة نسبية )) ويتهرب من إجابة بقية السؤال ، (( فاذا كان هذا الفشل النسبي ياسيادة الوزراء فما هوا الفشل الكلي في نظرك ؟؟)) مثلا تنحرق البلاد كلها وقتها ايصير الفشل كلي ؟!
                     * سبها ، والتغطية الاعلامية المشفرة.
تواتر الاحداث الاخيرة في  مدينة سبها ، وانعكاسها على المواطنين بشكل يومي ، جد مفزع ،محطات الوقود مغلقة منذ ما يقارب الاسبوعين ، المصارف ايضا مغلقة ،الحياة اليومية شبه معدومة المحلات التجارية لا تفتح الا في ساعات معينة ، الكل يقبع في منزله في انتظار الفرج يدعي الا تسقط قذيفة هاون على منزله، أيضا صاحب هذا الفزع حركة  نزوح كبيرة للعائلات نحو الارياف التي وضعها مزري مسبقا فما بالك الحين في هذه الحرب التي اعلنها بقايا الفلول .
المدينة محاصرة ، ومطار سبها واحتلاله هو الهدف الرئيسي لهؤلاءالفلول ، حسب ما ينقله لنا ثوار المنطقة ، اكثر المناطق التي تسقط منها قذائف الهاون والجراد على المساكن، حي الفاتح سابقا – ايضا مزارع وحقول منطقة الحجرة - ، الثوار واهاليهم معروفين ومحاصرين في الاحياء السكنية لا يستطيعون الخروج ، بل يدافعون بكل جسارة في حماية احيائهم السكنية .

وحسب قصص بعض ثوار المنطقة فأن هناك البعض من المتطوعين ومن كان من ضمن كتيبة اللواء خميس ، وكتيبة ال32 ، معلن عن وفاته او فقدانه من قبل أهاليهم ولقد فوجئ الثوار بوجودهم احياء يرزقون أمامهم في حرب الشوارع القائمة في احياء  سبها بين الفلول والثوار والجيش الوطني الذي يحمي القلعة ومطار سبها بكل قوته .
اليوم ايضا تمكنت قوة مصراتة  المكلفة من قبل رئيس الوزراء  - على زيدان – بالسيطرة النهائية على قاعدة –تمهنت العسكرية – والقبض على عدد لابأس به من الفلول المسلحين ، لكن نتيجة لهذا الخبر فأن الضرب العشوائي على المساكن في سبها زادت وتيرته من قبل فلول النظام ، وصارت صواريخ الهاون تهبط من السماء بدون هوادة ، نرجو لي اهلنا في سبها كل الخير والسلامة.
         * ازداء للأعلام ، ورغم هذا يظهرون فيه ليل ونهار !!
لم يكن ينقص الصحفيين والمراسلين المتواجدين في المؤتمر الوطني الا مزيدا من الازدراء  ، اصبح المؤتمر واعضاءه يتجاهلوننا بكل صراحة ، والاجواء جد محبطة ولا تشجع على الاستمرار في العمل الصحفي في ظل هكذا معاملة ، فمنذ بداية عملي كمراسلة في المؤتمر الوطني ، ورغم انه هناك اماكن مخصصة لنا كصحفيين للتواجد في داخل جلسات المؤتمر ، الا إننا ليومنا هذا نظل ننتظر الاعضاء في قاعة الانتظار بعيدا عنهم ،وبعبارة صريحة في حالة عدم رد الاعضاء على اتصالاتنا الهاتفية فأننا نظل واقفين امام الباب في انتظار عضو نصطاده لي اجراء مقابلة واستفسار المعلومات منه ، وبينما هذا يحصل نظل في مهاترات دائمة مع رجال الامن الذين يمنعوننا حتي من الوقوف امام باب قاعة الانتظار ،وبشكل اخص (( انا بحكم اني مراسلة فتاة )) واخيرا منذ قرابة الشهر النت مفصول عنا ، وأيضا صارت الاتصالات معدومة فكل من شبكتي الليبيانا والمدار معطلة في المؤتمر (( وحسب ماسرب لنا من احد مصادرنا فأن هناك سيارة خاصة بالتشويش على الاتصالات خلف المبني !! )) ، أيضاً في احد المرات صادر المكتب الاعلامي حقي الصحفي بالاتصال بأي عضو مؤتمر الا بأذن مسبق منهم وتنسيق من خلال المكتب العلامي للمؤتمر الوطني !! 
الكارثة ان الاعضاء ليل و نهار يتشكون من الاعلام الذي يخرجون على شاشاته بدون كلل أو ملل ، ويصفون  ذات الاعلام على انه اعلام فتنة ، وفي النهاية حين يحاول نفس هذا الاعلام الوصول للمعلومة ، يعامل بداية بازدراء ، وتمنع عنه المعلومة ، ولا تسرب له الا معلومة مؤدلجة على حسب مزاج الاهواء السياسية لكل كتلة في المؤتمر الوطني ، كل هذا ولايزالون يتشكون من الاعلام ويصفوننا بأعلام فتنة !!

                  *  رهان الاستمرار، لن يحسم .......
رغم حسب ما يدلي به كل من كتلتي العدالة والبناء والوفاء لدم الشهداء بجمعهم لما يقارب 102 توقيع يطالب بتنحية زيدان عن هرم الحكومة ، إلا انهم لازالوا في حاجة للعديد من الاصوات لي اكتمال النصاب ، وليتمكنوا من التصويت على تنحيته .
لكن ما يحصل حقيقة في اروقة المؤتمر الوطني ، أن لحد جلسة الثلاثاء عدد الحضور لم يتجاوز التسعون نفر، وبعض الكتل بصريح العبارة ترفض حضور الجلسات ، وتظل في مناقشات لا نهائية للاتفاق على شروط تنحية زيدان عن الحكم ، ومن اخر هذه الشروط فأن ترشيح بديل عن زيدان سيكون من نصيب  ثلاث كتل ، كتلة التحالف الوطني أو كتلة او  يأبلادي ، او  كتلة الرأي المستقل، ولاتزال المناورات والمناوشات قائمة بين الكتل وهذا كله لي أجل اسقاط رجل واحد عن سدة الحكم ، فما بألك اذا قرر يوما الشعب ان يسقط المؤتمر الوطني فما نوع السيناريو الغريب الذي سيحصل في هذه الحالة .
أما عن خارطة الطريق ، ورغم اتفاقهم المبدئي الا انهم اتفقوا على الا يحل الوفاق نهائيا ولاتزال المشاورات هيا الأخرى قائمة  تضم خارطة الطريق ، التي لم يحدد موعدها وحسب ماسرب فقد يكون موعد انتهاء المؤتمر الوطني في شهر 7 القادم، وقبلها يجب الاتفاق على من يترأس الحكومة ، أيضا الميزانية ، وغيرها ن التفاصيل الكريهة والجد مملة صارت بالنسبة للمواطن .
كل هذه المماطلة والتأخير، والتغطية الاعلامية الغير دقيقة سواء في الجنوب الليبي او في مدينتي ورشفانةوالعجيلات ، هذه الحرب المعلنة وفوبيا الاخضر التي تعود بقوة مجددا في هذا التوقيت بالتحديد يصب في صالح من ؟! غرفة ثوار ليبيا المافيا الجديدة ، والسكوت عنها وعن خوازيقها مع دول الجوار ، في صالح من ؟ رئيس اركان تبعيته بدل ماتكون لوزارة الدفاع ! يتبع للقائد الأعلى لقوات الجيش الليبي نوري ابو سهمين، ايضا هذا الخرق في القوانين والبروتكولات العسكرية في صالح من ؟!

اعيد واكرر رغم كل هذا لايزال هذا الشعب غارق في سبات السلبية ام الصبر حقيقة لم اعد اميز الفرق ، وفي حال هكذا شعب، الا يستحق هكذا قادة يتلاعبون بأقداره ليل نهار بدون هوادة !؟   

الأحد، 26 يناير 2014

فوبيا الاخضر ، في ظل رهان الاستمرار



           
لنتخيل معاً هذا المشهد المقيت في مسرحية ذات طابع من  الكوميديا السوداء ، فبينما تمطر السماء رصاصاً من كل صوب وحدب على مواطنى تلك المسرحية البائسة ، يختار حكام هذه الارض المسحورة بلعنة أزلية   ان ينفخوا ابواق الحرب معلنين الحرب القادمة لنهش الاخضر واليابس ، وبينما يغلقون على انفسهم ابواب حصنهم المنيع يتآمرون ، ويتجادلون ، ويتخاصمون ، ليعودوا متآخين من جديد، ليعلنوا عن حاكم جديد لهذه الارض يرضي رغباتهم واهوائهم ، اما المواطن ........ فليسقط المواطن الى الهاوية فانه ليس سوي بيدق في لعبة اسياد الحرب الملعونة .
*قد تكون هذه المقدمة درامية جدا لبعض القراء ، لكن حقيقة ، حين نمعن النظر اليس هذا واقع الشارع الليبي ، وان هذه المقدمة ليست مجرد كلمات من محض الخيال بل هي بؤس من واقع يحتار في تحليله أجود المحللين السياسيين .
              فوبيا الاخضر تعود للمرة الاف .......
صرنا نعيش قصة الراعي والذئب ، فمن كثر قصص وحكاوي عن خلايا ازلام النظام القابعة بيننا ، فمنذ التحرير ونحن نعيش في ظل هذا الرعب ، رعب ازلام وخلايا النظام ، الطامة ان الذي عايشناه من فوضي أطلقها المجلس الانتقالي بتسهيله لحكم القاعدة والارهاب في المنطقة الشرقية ، وفوضي انتشار السلاح وتدخل قطر الصريح، و تسليم رئيس المجلس العسكري عبد الحكيم لوثائق الاستخبارات لقطر بكل بساطة وكأنهم يملكون  رقابنا ، ومع مهازل انتهاك حقوق الانسان وكله باسم الدين والثورة ، ما عايشه المواطن من جهل وسلبية الشارع الليبي في سنوات ما بعد الثورة ، انكي بكثير من إشاعات الخلايا النائمة التي يقبض عليها يوميا والتي يحاول النظام الحالي ان يرمي عليها كل مصائبه واستخدامها شماعة فشله الذريع، فحسب ما يتبادر في الشارع الليبي ان ما يحصل حاليا في مناطق الجنوب من إقتتال قبلي  و ورشفانة ،وقصص عودة الاخضر للمشهد من جديد إنما هي قصص يحاول المؤتمر الوطني ترويجها واقناع الشارع الليبي بها في هذا الوقت بالتحديد ، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء صلاحياته في يوم 7/2، فما يقال في الشارع الليبي أن المؤتمر الوطني يبحث عن مصيبة يزج بها ليبيا الى القاع ليقنع المواطنين انهم في حال تركوا الكرسي فارغاً فأن الفراغ  السياسي سيمكن ازلام النظام من العودة من جديد .
في كل الازمات تعامل معها كلٌ من المؤتمر الوطني والحكومة بكل هدوء وروقان لامثيل لهما ، نفط مغلق منذ اشهر ويتلاعب به مجموعة انفصالين ومرتزقة ، والمؤتمر والحكومة يؤكدان  لا للحل العسكري حرصاً على الدماء ، (( لكن نعم للرشاوي، وتورط المؤتمر ورئيس الوزراء فيها ، شيء طبيعي للغاية .....!!))
التبو مع مرتزقة من التشادين يخطفون المواطنين يوميا في الكفرة ويهيمنون على الحقول   ، والحكومة تؤكد لا للحل العسكري من جديد  ونعم للحل السلمي والنقاش !!
بنغازي ُتغتال يوميا ببطء والفاعل يا سادة ليس بمجهولاً ، بل بكل صفاقة تتجاهل الحكومة والمؤتمر صرخات بنغازي الاسيرة، القاعدة ترفع اعلامها السوداء وتعلن تكفير الحكومة والبشر وتنتقم من العسكرين ، ولا للحل العسكري ......
العاصمة يمر عليها رمضان كامل بدون كهرباء وحتي  يومنا هذا لاتزال تعاني ازمة الكهرباء ، وطبيعيه هذه المعاناة مادام الغاز الذي يمد محطات توليد الكهرباء أسير اهواء الامازيغ ومطالبهم الشرعية ، وكأننا لسنا أبناء وطن واحد ،((ايضا هم الاخرين لهم نصيبهم من الحل السلمي مع قادة اللعبة السياسية )).

أخيراً فوبيا الاخضر وحدها تهددهم وتتركهم يقرعون طبول الحرب ، معلنين أن الثورة في خطر !! والمثير للسخرية ان فتاوي الجهاد جاهزة على طبق من فضة ولكل من يقتل أبْلها يرفع العلم الاخضر ويعتقد ان القذافي حي يرزق ،  نصيب في الجنة !!
         معضلة رهان الاستمرار طاغية على المشهد .
وبين هذا وذاك تضل معضلة اسقاط رأس الحكومة – على زيدان – اهم من الرصاص والصواريخ التي تنهال دون توقف  على منازل السكان في طرابلس والجنوب الليبي .
أشيع خبر تجميع 120 صوت لحجب الثقة عن على زيدان ، واليوم ظهر العدد الحقيقي في بيان جديد عن ان العدد 99 لاغير ، والمثير ان هناك بعض الاعضاء خرج على وسائل الاعلام و انكر توقيعه للبيان وعدم حضوره الجلسة في الأساس ؟!
المثير للتساؤل أن من تصدر مشهد  بيان إسقاط الحكومة اليوم هم اعضاء الجنوب الليبي ، وهؤلاء رغم إدراكهم ان مسالة الجنوب ودعم الحاكم العسكري للمنطقة الجنوبية بالمال والمعدات من اختصاص رئيس الاركان التابعة صلاحياته بشكل مباشر لرئاسة المؤتمر الوطني ، ولكنهم اليوم يلقون بكل اللائمة على رئيس الوزراء ، فما نوع المساومات التي اديرت في اجتماعات الكتل الخاصة في اليومين الماضيين ؟!
كل من عضوي المؤتمر الوطني عن المنطقة الجنوبية – مني بالقاسم كوكلة – ومحمد عبدالله التومي – وباعتراف مسبق منهما قالا  ان ما يحصل في الجنوب تقصير متعمد من رئيس الاركان التابع للمؤتمر الوطني ، وأكدا رفضهما لتنحية زيدان في هذا الزمن الكارثي ، لكنهما اليوم في إطار البيان الصحفي طالبا باسقاط زيدان من على رأس هرم الحكومة ، وهنا يحضرني المثل المصري ((اسمع كلامك أصدقك، أشوف افعالك استغرب )).....
وحسب تفسير  عضو المؤتمر الوطني – عبد الفتاح الحلبوص– لهذا التناقض في الاقوال والافعال بين يوم وليلة ، ان مسألة الجنوب الليبي استغلت ببراعة من قبل المنادين بحجب الثقة عن زيدان، وتلاعب بها اولئك لزج قضية تتبع صلاحياتها لرئيس الاركان المرؤوس مباشرة من المؤتمر الوطني ، و تحميل وزر القضية – على زيدان - .
الشار ع الليبي يدرك جيدا عجز هذه الحكومة ، وخوارقها ، وخوازيقها، لكن إسقاطها في هذا الوقت بالذأت من المستفيد منه ؟ هل المستفيد سيكون الفصيل الذي يملك في هذه الحكومة الوزرات السيادية ، وهوا ذاته الفصيل الذي ينادي ويطالب بي تنحية زيدان منذ توليه للمنصب ؟! في هذه الحال ليستفيدوا ، لكن ما البديل الذي يعرضه هذا الفصيل ؟؟ لا شيء للأسف ....
*مع كل استقصاء للراي اقوم به في اروقة المؤتمر الوطني لجميع الفصائل بحثا عن بديل يحل مكان هذه الحكومة ، لكن هيهات لاوجود لأي فكرة واضحة ، فقط حجب الثقة عن زيدان حاليا ، والاهم يأتي فيما بعد.
واليوم تبادر لمسامعنا ان القوة المضادة لمجموعة اسقاط زيدان ، وضعت شروط لكي تحجب الثقة عن زيدان تتضمن  الأتي :
1-مسائلة واستجواب الحكومة بجميع وزرائها من خلال مستندات حقيقية، وليس فقط على اسئس اهواء حزبية .

2-عرض مشروع متكامل لحكومة بديلة ، بمن يتزعمها وكيفية تسييرها .
وحسب ما يقال في اروقة المؤتمر ان الفصائل الخمس الرافضة لتنحية زيدان في هذا الوقت بشكل خاص ، لن تتنازل عن هذه الشروط حتي تنصاع الاطراف المناهضة لزيدان لشروطها .
مؤتمر يتجادل ، ويتخاصم ، ويتصالح ، وفي النهاية قربان بقائهم في السلطة يظل الشعب الليبي، الشعب ايضا ساهم في استمرارهم بسلبيته ، في حال هكذا شعب الا يستحق هكذا قادة يتلاعبون بأقداره ؟!

الخميس، 16 يناير 2014

من يربح رهان الاستمرار في المناصب ، الحكومة ام المؤتمر الوطني ؟!.


غموض يحيط بالساحة السياسية لهذه الاسابيع ،من يلاعب الأخر، الحكومة ام المؤتمر الوطني ، وحال هدا الشعب منقسم الى عدة اجزاء ، جزء غير مبالي الا بلقمة العيش والاقتصاد المنهار ، وجزء في انتظار لحظة النصر المرتقب لكي يطيح بالمؤتمر الوطني من كرسيه العاجي ، وفئة اخري تتزعمها مجموعة خيمة العزل السياسي (جمال الحاجي ) تتهدد وتتوعد اعضاء المؤتمر الوطني الداخلين والخارجين للتصويت على حجب الثقة عن رئيس الوزراء – على زيدان - ، و في خضم هذه الفوضى نكتشف اننا لسنا مصر ولا تونس كما يحاول العديد من ناشطي الشاشات طمأنتنا ، فنحن لا نملك محكمة دستورية ، و هذه المؤسسة لم يكن لها وجود قط لا في عهد القذافي ولا في عهد ما بعد القذافي من حكومات انتقالية ، بل توالت هذه الحكومات في التشكيك في نزاهة كلٌ من المؤسسة العسكرية والقضاء ، ولاحقت الاغتيالات عدة شخصيات عسكرية من الجيش والاستخبارات، وطالت قضاءه في شرق البلاد، بل انتقلت وتيرة هذه الاغتيالات للغرب الليبي ، ومع قرب انتخابات لجنة الستين وانعدام جيش يحمي الدستور القادم .

والشعب يتسأل عن مصيره ، بين معضلة بقاء المؤتمر الوطني في منصبه وعدم استكماله لمهامه حسب ما عهد به الاعلان الدستوري المؤقت ، وحكومة عاجزة ، وصفقات مشبوهة علانية، ورئيس وزراء قابع في تركيا ليعلن عن صفقات نفط لا يملكه ! واستيراد المزيد من السلاح من تركيا !! ومع إعلان المؤتمر الوطني ان الشريعة الإسلامية فوق الدستور ولا تخضع له ، يتسأل الشعب عن أي شريعة ستطبق وعلى حسب أي مذهب وأي فكر ! وفي ذات الوقت الشارع يلوك شائعة تورط شخصيات كبيرة في فضائح جنسية ، وأخيرا في نهاية هذا الاسبوع ظهرت جثة المحامية المخطوفة منذ عدة أشهر لترقد في سلام أخيرا بعيدا عن قبح خاطفيها ، وانتقال الخطف ليطال الأطفال بغية ابتزاز اهاليهم ، واغتصاب الأملاك بدون رادع ، ومع خبر تصنيف حركة انصار الشريعة في الشرق الليبي بحركة ارهابية من قبل القوات الكبرى التي تحكم العالم ، وازدياد وتيرة التحرش بالفتيات في الشارع الليبي ، وانحدار المجتمع الليبي بشكل يومي الى الهاوية ، وانشغاله بمتابعة لقمة العيش التي هيا الأخرى صارت مهددة عما قريب ، هذا الشعب يتسأل الى أين المصير ؟!

وحسب أخر احصائية فأن عدد المسجلين كمنتخبين للجنة الستين لا يتجاوز المليون شخص ، رغم محاولات اعضاء المؤتمر الوطني للترويج للانتخابات لجنة الستين ، ورسائل دار الافتاء التي انهالت على المواطنين في اجهزة هواتفهم لتخبرهم ان تسجيلك في الانتخابات هو نصرة لشريعة الله !! لكن هذه المحاولات لم تجدي ، بل زادت من احباط الشارع الليبي الذي يعلل نفوره من التسجيل في انتخابات لجنة الستين بمنطق (( لا يلدغ المؤمن من ذات الحجر مرتين )) ، فحسب رويئة الشارع الليبي (( يكفينا معضلة المؤتمر الوطني الذي تتقاسمه القوات المتلاعبة بمصير هذا الشعب بدون أي رادع او ضمير ، فلن يأتي الدستور الا بما تريده القوات التي تملك السلاح )) يبدو ان خيبة واحدة تكفي هذا الشعب ، ومع عدم وجود مؤسسة عسكرية حقيقية تضمن نزاهة الانتخابات وحماية الدستور المقبل ، لا يوجد امامنا كصحافة وشعب الا الانتظار متسائلين ماذا سيكون شكل الدستور المقبل !؟

كيف ينظر المؤتمر الوطني للشعب ؟

رغم الحراك الشعبي المستمر والرافض لتمديد المؤتمر مهامه لمدة سنة أخري ، لكن المؤتمر الوطني لم يحرك ساكنا بل أستمر في استقبال مبادرات خارطة الطريق من كل صوب وحدب ، ((وكم تثير هذه الكلمة من تشاؤم في داخلي كمواطنة تذكرني بخارطة الطريق التي قسمت من خلالها إسرائيل فلسطين )) ، وفي كل جلسة تستمر لجنة خارطة الطريق في اجراء تعديلات وعرضها ، تارة التمديد لمدة سنة ، واخري تمديد لنصف السنة ، والحل لا يوجد لحد الأن بديل ينوب عن المؤتمر الوطني الغارق في المهام التنفيذية ، والتي منذ اليوم الأول أستلم المهام التنفيذية وبرر من خلالها مماطلته في تنفيذ مهامه الرئيسية .

*وعلل شريف الوافي أستلام المؤتمر لمهام الحكومة التنفيذية منذ بداية تنصيبه ، فقال ((لم يتمكن المؤتمر الوطني من أداء الاستحقاقات الاولية ومنها انتخاب لجنة الستين حسب الجدول الزمني المقدر له في الاعلان الدستوري ، نتيجة للعمل الكبير الذي كان في انتظارنا والذي لم يكن أمامنا من حل الا استلامه والاستحقاقات الأخرى التي عملنا عليها فيما بعد ، ايضا الكم الهائل من الاعتصامات التي تسببت في تعطيل الاداء الوظيفي للمؤتمر.

*وترد عضوة المؤتمر الوطني – زينب هارون التارقي – قائلة (( أن الشحن الحالي في الشارع الليبي ، سببه المؤتمر الذي لا يصغي لصوت الشعب ، والذي تدخل منذ اليوم الأول في أبسط امور الحكومة التنفيذية وحشر انفه في كل كبيرة وصغيرة وأٌقتسم الحكومة ، كل حزب خصص لنفسه اشخاص تنتمي له في كل وزارة ، وكل وزير ينتمي لحزب معين او توجه معين ، فمن الطبيعي ان يكون الراي العام مشحون اتجاه المؤتمر الوطني الذي ماطل وعطل الحكومة في العديد من المرات ))

إذا في هذه الحال لماذا لا يصغي المؤتمر الوطني لصوت الشعب ولا يهتم الا بما تريده احزابه ورؤساء كتله ؟ حسب تعليل العديد من اعضاء المؤتمر الوطني ، فان الحراك الشعب الحالي لا يعد حراك مؤثر أو معطل للحياة اليومية ليؤخذ بعين الاعتبار ، فلا يقارن حراك مجموعة صغيرة من الشارع با الحراك الذي اطاح بحكومات مثل ما حصل في 30 يوليو في مصر ، والى حين يصبح الحراك الشعبي حراك حقيقي وكبير العدد ومؤثر حينها يمكن للمؤتمر الوطني ان يرحل ويترك للشعب تقرير مصيره .

وجهة نظر من اعضاء المؤتمر الوطني صحيحة للغاية، فرغم سوء الحياة الاقتصادية والأمنية للمواطن الليبي ومع هذا لازالت المقاهي تعج بروادها ، والمحلات التجارية لا تفرغ من الزوار ، المواطن الليبي ينحني مجددا بالسلبية فكيف نتوقع ان يصغي له سادة اللعبة السياسية .

هل استيقظ الضمير فجاءة وصارت الحكومة غير صالحة ؟!



وبينما تتبادر في الاوساط السياسة عدة أسماء بديلة عن حكومة زيدان ، منهم على الترهوني – نوري العبار – مرشح عن الكتلة السلفية والتي تنكر ترشيحها له رغم ثقتنا في مصدر معلوماتنا الداخلية ، وايضا المرشح الذاتي – عبد الباسط قطيط - صاحب الدعاية المميزة .
يظل السؤال هل من المفيد في هذه المرحلة تنحية زيدان وجلب بديل له ؟ ما نوع الحكومة التي ستلي حكومة زيدان التي اقتسمتها احزاب المؤتمر الوطني وكأنها كعكة العيد ، بعد ان اتخمت الاحزاب من كعكة العيد هل ملت نكهتها ؟ لماذا من جديد من تصدر مشهد اعتصامات العزل السياسي ينصب خيمته مجددا امام قاعة المؤتمر ، ويطالب بتنحية زيدان في هذا الوقت بدأت ؟ هل مطالب تنحية زيدان ستنسينا موعد انتهاء صلاحيات المؤمر الوطني

*وللإجابة عن بعض من تساؤلاتنا ترد – زينب هارون التارقي – قائلة (( لا توجد أي جدوي من تنحية الحكومة حاليا ، خاصة ان نفس المجموعة التي في الخارج لازالت تسيطر وتدعم مجموعات معينة ، ومع انتشار المخاوف بين الاعضاء من تكرار نفس سيناريو العزل السياسي والضغط الذي حصل لنا لي اقرار هذا القانون وتحصينه ، حاليا حتي من كان يفكر بحجب الثقة عن زيدان قرر العكس ، نتيجة الارهاب المقام ضدنا والتعرض لنا في كل جلسة من قبل اصحاب الخيمة المنتصبة في الخارج ، بكل بساطة قررنا الا نخضع لهم ولن تسحب الثقة عن زيدان ، لسنا ضد الاعتصام ولكن ضد ما يحصل لنا حاليا من تهديد ومنع من الخروج الا حين نصوت على حجب الثقة عن زيدان ، الفشل الرئيسي في فشل هذه الحكومة كان سببها المؤتمر الوطني الذي اخضع الحكومة لي احزابه ، منذ بداية تحويل ميزانية 2013 حين رفض المؤتمر الوطني تعين رؤساء المجالس المحلية ، وهذه الخطوة كان من الممكن في حال تعينهم وتسليمهم ميزانيات محددة لكانت في صالح الشعب ، و- علي زيدان - عرض منذ شهر (2) تعين بلديات وتحديد الميزانية عليهم لتقليل معاناة الشعب لكن المؤتمر الوطني رفض ورفض بشدة ، ومن رفضوا هم من يطالبون حاليا بإقالة رئيس الوزراء، منذ اول يوم هيا ذات الاصوات التي تريد تعطيل الحكومة ، واذا كانت حكومة زيدان فاشلة فلبد على المؤتمر ان يتحمل وزر فشل هذه الحكومة ، المؤتمر من تسبب في المخاصصة وعين كل عضو وزير من منطقته او حزبه وفرضوا على هذه الحكومة وزرائهم ، وتحولت من حكومة ازمة الى حكومة رفاهية ،و كمثال وزارة الخارجية، رغم انها حق اصيل للحكومة التنفيذية لكن المؤتمر الوطني رفض بل اختيار السفراء كان من نصيب لجنة الخارجية في المؤتمر الوطني ، وللأسف بدل من معاقبة افراد حكومة الكيب والمجلس الانتقالي كان جزاهم ان نصبهم المؤتمر الوطني سفراء حول العالم !!!

حاليا حسب ما يدار في اروقة المؤتمر الوطني ، فأن المؤتمر رغم ادراكه لعجز حكومة زيدان فانه لن يحجب الثقة ، ولن تنتهي صلاحية المؤتمر الوطني في يوم 7/2 ، بل المؤتمر سيعمل على اجراء تغيرات داخلية في الحكومة ، ومن المحتمل جدا أن تطال هذه التغيرات ايضاً رئاسة المؤتمر الوطني ، وفي ظل انعدام محكمة دستورية قد تتولي الحكم من بعد المؤتمر الوطني ، فان المؤتمر سيعمل على اقناع الشعب بان هذه الاصلاحات الداخلية سواء في كل من حكومة زيدان ، ورئاسة المؤتمر الوطني ، هي في صالح الشعب ، والا فان حالة الفراغ السياسي ستطال ليبيا المنهكة ، لكن صدقا الا تعاني ليبيا مسبقاً من فراغ سياسي وامني خاصة مع حكم الميلشيات ؟! هل الشعب يظن ان هوا صمام الأمان ؟ يوم الغد سيكون حاسم ، وسيحمل الكثير في طياته سواء للأعلام او لمن ينتظر على احر من الجمر اسقاط حكومة زيدان ، ولعل في الغد تتضح الرؤية اخيراً بعد هذه الاسابيع الطويلة المنهكة.