لا جل حرائر ليبيا , مسيرة صامتة تضامنا مع ضحايا جرائم الاغتصاب الممنهجة


فبعد العديد من المشاورات بين اعضاء من جمعية - العنقاء - والحرس الذي يقف امام البوابة المغلقة , دخلن خمس من فتيات الجمعية ومن بعدها الصحافة ووكالات الاعلام , جميعنا اجتمعنا مع اعضاء من المكتب الاعلامي للسيد - الكيب- حكين الفتيات الجمعية بكل صدق وأسي عن القضية التي جئنا كلنا دفاعا عنها , شرحن مطالبهن  او بالاحري هي فكرة مشروع لخلق منظمات مدنية تهتم وتساند ضحايا الأغتصاب والعنف , الفكرة كلها رتبت  في قائمة مطالب يرغبن من السيد - الكيب- توقيعها , وقمت بنقلها ملخصة في النقاط التالية :

تعديل مادة القانون الجنائي لرفع سقف عقوبة الاغتصاب بما يتناسب مع أحكام الشريعة ضمن العدل الانتقالي و بصورة دائمة في ظل الحكومة المنتخبة .
توفير الدعم المالي و اللوجستي لمنظمات المجتمع المدني و المستعدة للاضطلاع ببرامج الدعم النفسي و المساعدة للمغتصبات .
تعزيز دور هيئة الأوقاف في رفع الوعي الديني للضحايا و أهاليهم لمنع " جرائم الشرف " و الاضطهاد .
حضّ الإعلام على تناول القضية بجرأة أكبر و بتركيز أكثر على الجرائم المرتكبة بحق هؤلاء الحرائر من قبل أهاليهن لغياب التوعية و الدعم و نشر رسالة المساندة و تشجيعهن و أهاليهن على طلب المساعدة من المراكز المختصة

احدي العضوات  في الجمعية - اميرة الشكري -  دعيت لعرض مطالبهم علي سكرتير مكتب رئيس الحكومة -الكيب- جلسنا ننتظر النتيجة برهبة , هل ياتري سيلتفت الكيب لمطالبنا ؟؟؟ هل سيهتم كفاية وياخد استراحة من الاجتماع ويعطينا فرصة للقائه ؟؟؟  وفي ذات الوقت حشد الفتيات اللواتي كن يهتفن من خلف الاسوار تمكن من الدخول لمقر الوزارة ,ومن الجميل ان  حرس المكان والثوار كليهما  فضل الا يتعرضو للفتيات  او يقومون بطردهم, وفي مشهد رائع ومذهل جميعهن جلسن علي الارض امام مبني الوزارة  , وصرن يغنين باصواتهن الجميلة النشيد الوطني , ونحن من كنا بالداخل صرنا نراقبهن منذهلات من النوافد لجمال المشهد . **وبعد انتظار دام لثلات ساعات , ظهر السيد- عبد الرحيم الكيب , بصحبته نائب رئيس-مصطفي بو شاقور - ووزيرة الشئون الاجتماعية-مبروكة جبريل, وكذلك وزير التعليم- سليمان الساحلي , ولقد اعرب - الكيب- عن كامل سعادته وشرفه بالقاء هذا النموذج المشرف من الفتيات الليبيات اللواتي رفضن تناسي جروح اخواتهن, ولقد اخد علي عاثقه عهد ان هذا الامر لن يترك هكذا وسيحظي بالاهتمام الجدي , وسيتم الاهتمام بكل المطالب التي عرضتها الجمعية بدون تجاوز لاي مطلب , ولقد استمر متحدثا ( ان من باب اللياقة لم نحب ان نخصص المغتصبات بوزارة مثل مخصصنا وزارة للجرحي واسر الشهداء , فليس من المخفي علي الجميع ان مجتمعنا الليبي منغلق علي نفسه ويرفض ان ينفتح علي هذا النوع من القضايا , ولكنها جريمة تقشعر لها الابدان ,و لن يسكت عن حقوق المغتصبات .

ومن ثم خاطبت الدكتورة - مبروكة جبريل - الفتيات قائلة : كم انها فخورة بالمرأة الليبية لانها صارت مواطنة تعلم حقوقها وتطالب بها , وانا اصف نفسي كخادمة لجميع شرائح المجتمع , وبااذن الله ساكون في خدمة جميع مطالبكم ايها الفتيات , وسنعطي القضية كل أولياتنا ومجهوداتنا , وحينها وجهت لها سوال :
* فبراير- بحكم ان ليبيا تفتقر للموهلات العالية الخبرة في مجال الطب النفسي ,وذاك بسبب انغلاق المجتمع , ومحاولة ادعاء الحكومة السابقة ان البلاد لاتعاني من اي خلل , فمن اين ستستعينون بمثل هذه الخبرات ؟
ولقد اجابتنا الدكتورة - مبروكة جبريل - : سنعمل علي استدعاء اطباء نفسين مختصين من الاردن ومن ذوي الكفاءات العالية لفتح مراكز لعلاج حالات الاغتصاب والتعامل مع المعنفات , سنعمل علي تذليل كل الصعوبات لمعالجة هذه القضية , ولن نتاخر بتاتا في معالجة هذه الحالات رغم كل الضوابط الاجتماعية التي تعمل علي اثباط عزيمتنا , وبالنسبة للاعلام ان القضية لا يمكن تناولها ببساطة في الاعلام او الكشف عن حقيقة من تعرضن للاغتصاب , ولكن لابد ان يركز الاعلام علي تنوير راي المجتمع حول هذه القضية , والتحريض والمساعدة في المطالبة بفتح مراكز للطب النفسي ومساندة المعنفات والمغتصبات.
** في الختام شكرت الفتيات الاهتمام الذي بادرهم به كل من رئيس الوزراء والوزيرين , وافترق الحشد الكل عاد الي منزله يشعر ولو بقليل من الراحة لانه انجز شئ يترك الرضي في الروح , جميعنا نال من الصمت كفايته , ولذلك النمودج الذي قدمته فتيات جمعية العنقاء , وغيرها من المنظمات , خير مثال علي مدي ادراك الفتاة الليبية لمثل هذا النوع من القضايا, وان  التعامل بقانون الصمت والتجاهل من الكوارث  التي ستحيل البعض من الضحايا للاكتئاب النفسي وثم اللجوء للانتحار , او الانتقام من المجتمع الذي لم يساندهم والانحراف . في النهاية سننتظر لنري ماينفد من الوعود والكلام المعسول الذي جاء علي لسان المسئولين , الذي قامت  به هولاء النسوة من خروج للشارع ومحاولة جدية  لتحريك الراي العام ,انما هو  لنمودج مشرف لابد من الاقتداء به من قبل الجميع , وخاصة الفتيات , من الصعب تقبل رياح التغير نحو الافضل في المجتمع , ولكنها اتية لاريب ولاجلها سنحارب طواحين الهواء  المثمتلة في ذاك الموروث الخاطي – الصمت- .
تقرير : عشتار محمد
تصوير :ابتسام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق