الأحد، 30 سبتمبر 2012

إكتشاف مقبرة تحتوي جثث مرتزقة كتائب القذافي ، شرق مدينة طرابلس.

ملاحظة : لطالما حلمت منذ الصغر ان أكبر و أعمل كمراسلة صحفية ،مثل هولاء الصحفيين الشجعان الذين لطالما سمعت صدئ  أصواتهم القوية الواثقة،  خارجة من مذياع والدي  القديم ، أثناء بث نشرة اخبار راديو - BBC - ، تقارير وتغطيات صحفية مبهرة وموجعة ، لحرب البوسنة وصربيا ، او كما أتذكرها البوسة والهرسك، دائما فترة قيلولة والدي كانت ممتعة جدا أتسحب كا القطة  الصغيرة  وأرتكن وأتمدد معلقة نظري في سقف الغرفة ، وأسرح بعيداً، متخيلة نفسي، أنا - عشتار محمد - سأصبح ذات يوم مر أسلة صحفية شجاعة لا تهاب المخاطر، تخوض المغامرة بسيفها - او الأحري بقلمي لاغير - ففي العادة أصنف نفسي كفتاة مسالمة .
*وتعد تغطيتي الصحفية الأولي هذه ، من أكثر التغطيات الصحفية التي شعرت فيها بقربي من مراسلي  الحرب، وعايشت الأثارة الصحفية فيها بكل معانيها ، فبمجرد تطوعي للعمل الصحفي بعد تحرير مدينة طرابلس ،  أصررت بقوة أن انزل إلى ميدان الحدث ، وأن أباشر العمل الصحفي وهكذا  كانت النتيجة  إستهواني العمل الصحفي ، و لأزلت شغوفة به:)
بتاريخ - 11/9 /2011

في هذا اليوم تمام الساعة الحادية عشر ,تم إكتشاف مقبرتين , في منطقة الحارات _بسوق السبعة_ المنطقة التي بمواجهة السريع , وللعمل علي انتشال الجثث العشرين المدفونة ,  حيث الاولي كانت تتكون من عدد اربعة جثت , والثانية تضم ستة عشرا جثة , وجميعها تعود للمرتزقة الافارقة التي جندها الطاغية , فبمجرد  هبوطنا  من سيارة الصحيفة , ازكمت انوفنا تلك الرائحة الرهيبة المثيرة للغثيان , واروعنا المشهد كثيرا ,فلم يتبقي من الجثث اي ملامح بشرية , سوي الملابس التي كانو يرتدونها , مجرد بقايا اشلاء محللة لزجة , لا يتضح منها سوي العظام المفصولة عن جماجمها والمتشابكة في بعضها , و الملاحظ  ان الجثث مربوطة بحبال غليظة متصلة ببعضها البعض .
وحسب مذكر لنا السكان انه كان يتواجد اثنان من الليبين , مع اولئك المرتزقة اثناء مواجهتهم مع الاهالي , في ليلة 20_8_ وتهجمهم علي مسجد _ البدري _,  وذلك لاسكات  وردع المصلين الذين علت  اصواتهم بالتكبير , وهم ابناء من عائلتي _السيلايني _ زوزو _.
   وكمحاولة  لجمع  أكبر قدر من المعلومات المهمة , حول المقبرتين , زودنا الدكتور _ عبد الرؤوف الغرياني , بهذه التفاصيل المهمة :
كبداية, نحن فريق يتكون من 15 دكتور , يتبع لوزارة الداخلية ,وحدة المعامل الجنائية , فريق لجمع الحمض النوي البشري , نقوم على إنتشال الجثث مجهولة الهوية المدفونة عشوائيا , في الاحياء السكنية , والمعسكرات ,والمقابر الجماعية , نقوم بانتشالها , واخد عينة الحمض النوي , لكي نتعرف علي البصمة الوراثية , لكل شخص ,لكي يتمكن اهالي المفقودين من التقدم والمقارنة بينهم , والتعرف علي ابنائهم ,فيتم تميز كل جثة برقم خاص , يكون موجود علي القبر , وملفات الجثة , لكي نتمكن من ربطها بمن يتقدم لنا من اقاربهم . فنحن كوحدة جنائية , نتعامل انسانيا , مع كل الجثث بدون اهتمام لهويتها وانتمائها , مرتزقة , كتائب , ثوار , فمن الطبيعي لنا ان نتعامل علي هذا الاساس وذلك لاننا من الثوار , وهويتنا الاسلامية , تكرم الميت بدفنه , حتي لو كان يتبع للطاغية وازلامه , فيجب لنا ان نتعامل مع هذه الجثث بطريقة انسانية , وكشف هويتها , و ذفنها في المقابر المتعارف عليها .
   وحسب تحليلي المبدئي _ الجثث جدا متهالكة , ومن الصعب التحصل علي نسيج سليم لاخد عينة من الحمض النووي ,لذلك في هذه الحالة ساخد قطعة من العظام , وستكون من الجمجمة وذلك بسبب اختلاط العظام , ستة عشرا جثة في قبر جماعي واحد , جميعها تحللت, وهذا ناتج عن عدم دفن الجثث بنفس يوم  مقتلهم , لان الاهالي انتظرت تحرك طاقم مستشفي طرابلس المركزي لاخد الجثث لذيهم , ولكن المستشفي اعتذر لامتلاء غرفة الموتى بالجثث , ولم يستطيع السكان لمس هذه  الجثث بسبب تعفنهم , ففضلوا ربطهم وجرهم ثم دفنهم في السانية , خوفا من انتشار الاوبئة , وحسب البطاقات التي وجدناها في المقبرة الاولي تحت _الكوبري_ التي تضم الاربعة جثت , كانت هوياتهم  مختلفة مابين الموريتاني , والصومالي, وللاسف لاتزال اوليتنا انتشال جميع الجثث ,من الاحياء السكنية, وتخليص السكان من مخاوف انتشار الاوبئة .
  لقد كنت الصحفية الوحيدة في قلب الحدث
تصوير : حازم تركية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق