يعد اقتحام البرلمان
لهذا الاسبوع ، من قبل المتظاهرين ليس
الاقتحام الاول من نوعه ولا اعتقد شخصيا انه سيكون الاخير ، فإن ما يميز هؤلاء المتظاهرين هذه المرة ، انهم ضحايا حرب التحرير من مبتوري
الاطراف ، والمشلولين والمشوهين جسديا، وتناسليا ، والاهم ولعله الأوجعّ ان جميعهم
صاروا مشوهين نفسيا، و هذا حصل في ظل علاج لم يكتمل ، واطراف اصطناعية لم يتسلموها
بعد ، وظروف معيشية سيئة اصبحوا فيها من معيلين ، الى عالات على عائلاتهم ، وفي ظل
احلام الحرية والديمقراطية والعدالة والرفاهية ينعم فيها هؤلاء الشجعان مع بقية
اهاليهم وابناء ليبيا ، والتي لم يرو منها شيء يذكر لمدة سنتين الا في احلام يقظتهم ، ولذلك بعد ان فاضت مرارتهم
بالوعود والاحلام والتمنيات، لتنضم
امنياتهم لبقية امنيات الشعب الليبي الغير محققة ، قررو هذا الاسبوع ان يلتجئوا
الي رئيس المؤتمر الوطني وبقية أعضاءه المبجلين !
فقاموا بالدخول لجلسة
يوم الاحد، صباحاً بتاريخ 3/2/2013، وحسب رواية العضو المستقل السيد / سليمان قجيم
، ان هؤلاء الشباب قد اقتحموا الجلسة، وقاموا بشهر اسلحتهم عليه بشكل شخصي ، حين
قام بمعارضتهم ، أثناء دفاعه عن رئيس المؤتمر الوطني السيد – محمد المقريف - ،
لانهم قد اهانوا وتجرئوا على شرعية البرلمان وسلطته ، حين طالبوا المقريف بالهبوط
اليهم من منصته والتحاور معهم وان يرضخ لمطالبهم .
وللأسف فحسب بقية الرواية ، ان السيد / المقريف، لم يدافع عن السيد / سليمان قجيم حين شهر
الشباب اسلحتهم في وجهه، كما حين قام هو بالدفاع عن المقريف وشرعية الدولة ! وهذا
مما زاد من حنق السيد قجيم ، اتجاه الأمن الرئاسي و وزارة الداخلية التي نصبت جهاز
امني غير قادر على حماية البرلمان من مثل هذه الاقتحامات والتهجمات .
ولذلك أوقفت جلسة يوم الأحد، وخرج جميع اعضاء البرلمان وحال
لسانهم يتكلم عن، استنكارهم ، ورفضهم ، وخوفهم الشديد من بقايا الاجساد المشوهة المسلحة!!
وتكلموا عن حالة استهجانهم الشديدة لمثل هذه الاقتحام لما فيه من تعطيل
لمصالح الشعب الليبي.
خاصة ان جلسة هذا الاسبوع كانت تضم البند الأهم
المتعلق بعرض مقترح الميزانية المقدم من قبل حكومة زيدان، وعرفت من مصدر خاص موثوق (( ان الميزانية التي ستخصص
لحكومة – علي زيدان – ستكون مقربة من ارقام الميزانية التي قد سبق وان خصصت
للحكومة الفائته ، حكومة عبد الرحيم الكيب ))
حسب ما اخبرني به
الشباب المعتصمين، أن في ذلك اليوم قد جاء
وزير الجرحى وتحاور معهم حول مطالبهم، ولم يكن لديه الا ان قدم لهم كأمل اعتذاره،
واعذاره ، واخبرهم انه غير قادر على القيام بشيء ، لان وزارة الجرحى لم تخصص لها
أي ميزانية بعد مثلها مثل بقية وزارات حكومة زيدان، ولكن ما يثير حيرتي وشدة استغرابي
، في حال انه لم تخصص بعد أي ميزانية
مالية للحكومة، كيف تمكنت وزارة الثقافة والمجتمع المدني ، من المشاركة
الضخمة لها في المعرض الدولي للكتاب في القاهرة؟!، وتمكنت من أرسال 350 مثقفاً ،
لرعاية الجناح طيلة ايام اقامة المعرض ؟! وكان على رأس هذا الوفد السيد - الحبيب
الأمين – وزير الثقافة ، وكذلك رئيس هيئة
تشجيع الصحافة – ادريس المسماري !! فمن أين جاءوا مثلا بمصاريف تلك المشاركة !؟
خاصة ان ما قد يكون
تبقي ، من اموال ميزانية حكومة الكيب السابقة ، هذا طبعا في حال انه إذا تبقي منها شيء
يذكر ، يكون أرسل مباشرة لخزائن مصرف ليبيا المركزي بمجرد تسليم الحكومة السابقة
لمهامها ، إذا هل يعقل ان ما صرف على جناح ليبيا في معرض الكتاب الدولي المقام
بالقاهرة ، يعد من ميزانية الطواري ؟! وفي هذه الحال آلم يكن الأجدر بوزير الجرحى
بدل من تقديم شديد اعتذاراته للأبطال المبتورين الاطراف ، ان يتوجه للمطالبة بميزانية
الطواري، وتخصيصها لهم ؟!
كل هذه اعتقد انها تساؤلات
مشروعة تدور في رأسي ، ولأتكف عني شرها ، فلا من مجيب لتساؤلاتي ، ولا من مجيب
لمطالب هؤلاء الابطال المشوهين ، ولذلك أستمر الشباب في الاعتصام في قاعة الانتظار
، المخصصة لراحة وإفطار اعضاء البرلمان، ليومهم الثالث .
وحين دخولي للبرلمان
الثلاثاء، فوجئت بوجود البعض من أعضاءه بالخارج أمام بوابة المبني ، فتوجهت اليهم
للسؤال، فما كان منهم إلا ان اخبروني وكلهم تأفف، انهم لا يتمكنون من التوجه لقاعة
الاجتماع لأن الشباب المبتور الاطراف ، معتصم بداخلها وهم حاليا نيام بداخلها ،
وان القاعة مليئة ببولهم وبقاياهم !! وان هؤلاء المعتصمين قدموا لابتزاز المال من
الحكومة، لانهم قد سبق وان عولجوا في الخارج!!
ولذلك توجهت للشباب
المعتصم للحوار معهم ، ومشاهدة حقيقة
الوضع المزرى الذي وصفه اعضاء البرلمان لي ، توجهت لقاعة الاجتماعات، كانت مغلقة ،
والشباب المعتصم كانوا مرابطون امامها، أي في قاعة الانتظار المخصصة لراحة وافطار
اعضاء البرلمان، شباب مبتورة اطرافهم، بقايا اجساد وأحلام وامنيات بالعيش الكريم
لهم ولهذا البلد المنهك بالوجع والسرقات.
ليبيا ارض السواد،
ارض الامنيات الغير محققة، ارض شعب جاع وتاق للحرية والعدالة فما كان منه الا ان
ارسل با اطفاله لجحيم المجهول ، فاستمرت السرقات ، ولكن سراقها هذه المرة لم تكن
شلة القذافي والاربعين حرامي، بل ناهبيها كثر حتي صرنا غير قادرين على تميزهم او
تعريفهم، فقط كيانات مؤدلجة بتوجهات دينية تسعي للسيطرة ، واخري مؤدلجة برغبة
السطو على مملكة ارض السواد، حيث الذهب الاسود في انتظارهم .
كثرت البيانات
الخارجة من اعضاء البرلمان لذلك اليوم ، وكلها تتضمن ذات الخطاب ، الذي يحمل بين
ثناياه لغة التخوين والتشكيك في ذمة هؤلاء
المعتصمين ، بحجة انهم مؤدلجين ، وهناك كيانات تحركهم لانتهاك شرعية الدولة ،
وتوقيف مصالح الشعب التي يرعاها اعضاء البرلمان ،
لدرجة أن عددهم صار في تناقص مستمر في كل جلسة، مما يثير مزيد من السخرية !!
صدقاً ما مدي شرعية
مطالب المعتصمين، هؤلاء الشباب المبتور
الاطراف ؟!
طالبوا الحكومة
،بتخصيص مرتب دائم لهم ، وتعويض محترم ، ونقلهم الي مساكن ارضية تخص المعاقين
وتمكن المشلولين منهم من التمتع بقليل من الانسانية ، وتشعرهم با دميتهم بعيدا عن
الاذلال، طالبوا البرلمان بأن يخصص جزء من الدستور لرعاية جميع المعاقين وذوي
الاحتياجات الخاصة بليبيا، وتوفير الدعم النفسي والانساني لهم ، طالبوا الحكومة
بأن تمكن هؤلاء الشباب من العودة للعمل والاندماج مع المجتمع ، من خلال توفير
اعضاء اصطناعية لهم مكان ما خسروه ،واجهزة تمكن المعاق من بعض الاستقلالية وعدم
حاجته الدائمة لمن يرعاه. وتوفير فرص عمل يناسب إعاقاتهم .
عن ذاتي شخصيا أعتقد
ان مطالبهم شرعية، ومن حقوقهم الطبيعية التي كان يجدر بحكومة الكيب السابقة ان
توفرها لهم، لا ان تستغلهم في عمليات السرقة والنهب في الاردن والمانيا وغيرها من
دول العالم، التي صرنا ندين لها بفواتير هائلة مقابل جرحي لم يتعالجوا ، بل خدرت
وسكنت أوجاعهم، وهذه انتفاضتهم ، فنعم يحق لهم ان ينتفضوا، وسحقا لكل مدلّل يرفض
ويتأفف وينزعج لآن هؤلاء الابطال شهروا عليه السلاح ، بعد ان فاضت مرارتهم بالأكاذيب
.
للأسف ان المرفهين
الذين استهجنوا واستنكروا واتهموا الشباب المعتصم في اروقة المؤتمر الوطني ، با
انتهاك شرعية الدولة ، وتعطيل مصالح الشعب، لا يستهجنون غياب اغلب اعضاء البرلمان
في الجلسات، ولا يستهجنون السرقات السابقة ، ولا القادمة ، ولا يستنكرون القرارات
الغريبة التي يصدرها مثلاً وزير الاقتصاد
او النفط !!
ليبيا الي أين، والي
متي يظل حال شعبك المنهك هكذا !؟ الم يحن بعد
ميعاد فك لعنتك يا ارض السواد ؟!
مرحبًا عشتار ..
ردحذفمصادفة جميلة قادتني إليكِ ..
يبدو أن الربيع العربي لازال يعصف من حولنا!!
شكرا سيد ابراهيم للطفك نعم لايزال يعصف برواعده اعتقد ان تمية ربيع لم تعد تناسبه بل خريف هي الانسب
حذفشكرا لاهتماماك صدقا
شكرا سيد ابراهيم للطفك نعم لايزال يعصف برواعده اعتقد ان تمية ربيع لم تعد تناسبه بل خريف هي الانسب
ردحذفشكرا لاهتماماك صدقا