أستقبل اعضاء
البرلمان بداية السنة الجديدة على أنغام صافرات الانذار المفزعة ، التي تخرج بدون
توقف من سيارات اللجنة الامنية العليا محاصرة للمكان بكامل عدتها وعتادها ، ما اذا
يريد هؤلاء! وما الذي استفزهم لدرجة محاصرتهم لمبني البرلمان با عداد كبيرة جدا ؟
وبين فوضي السيارات
العسكرية التي ملأت المكان بسرعة مذهلة ، وضجيج صافرات الانذار التي لم تتوقف ، وكثرة
الضجة التي تسببها منتسبو اللجنة الامنية ، في خضم هذه الفوضى الخلاقة ، ظهرت
ملامح السنة الجديدة معلنة عن قدومها ، وبين مطالبهم وصراخهم وزمجرتهم، وعدائيتهم
اتجاه كل خارج او قادم لمبني البرلمان ،
وتعرض الصحفيات لبذائة البعض منهم ،بدات جلسة البرلمان ليوم الثلاثاء في
الضوضاء، والفزع من ان ينجح المحتجين من اقتحام الجلسة مثل ما يهددون في الخارج،
ومن مطالب هذه اللجنة الامنية المحتجة ،
تنحية وزير الداخلية – عاشور شوايل – بحجة انه يطالب بحل جهاز اللجنة الامنية
العليا، وتنحية جميع قياداتها، وانضمامهم لجهاز الشرطة بشكل فردي، وكذلك القيام
بتنحيته بحجة أنه من ازلام النظام السابق ،ويجب ان يطبق عليه قانون العزل السياسي،
((وكان هذا الاخير قد تم تعيينه في منصبه
كوزير للداخلية ، بعد ان ربح قضية أثبات
نزاهته ،ضد هيئة النزاهة التي رفضته لعدم انطباق شروطها عليه؟ ! )) ، ومن مطالب
هذه اللجنة الامنية المحتجة على قرار الفك
، ان يتم الابقاء على جهاز اللجنة الامنية، وبدون أي تعديل، وعدم انضمامهم
للعمل بشكل نهائي ، تحت لواء جهاز الشرطة المدنية، ولقد أشتكي بعض من
فروع اللجنة الامنية وخاصة من مدينة الخمس، بعدم استلامهم لمرتباتهم
ومستحقاتهم منذ عدة أشهر، ((ورغم هذا يرفضون
ان يتركوا اللجنة الامنية ، ويمضوا لحال سبيلهم بحثا عن عمل أخر !! ))
من المؤسف للغاية ،
ان نشاهد من يدعي انه من الثوار، وانه من يقوم بحماية المواطن ، ويسهرون على امنه
، وفي ذات الوقت يعتدون بالضرب والشتم ، لعدة اعضاء من البرلمان ومنهم العضو – عبد
الفتاح الحبلوص - ، وتعرضوا لوفد من مدينة
أوجله ، وركضوا في أثرهم اعتقادا منهم أنهم اعضاء من البرلمان ، وكذلك يتعرضون
بالبذاءة ((لصحفيّة غير محجبة ))، كانت تؤدي مهامها وتعمل على نقل الحدث ، ويحاولون
اختراق رجال الامن الخاص بالمبني ، ودخول البرلمان بكل همجية لا نظير لها ، اصبح الجميع
من اعضاء البرلمان ، و الضيوف ، والصحفيين ، و رجال الامن أيضاً ، الكل محاصر في
داخل القاعات ، متخوفا من لحظة اقتحام الجمع الغاضب للمبني !
ورغم هذا لابد علىّ
ان اكون صادقة في نقل الصورة، فتصرفات الغوغاء لم تكن صادرة من قبل الجميع ولكن
الاغلبية الغير منضبطة تفسد المشهد على
الأشخاص السويين منهم، و يتضح ان هناك من يحاول ان يستأثر بكامل انتباه الجمع
الغاضب ، وان يعمل على تحريضهم ضد وزير الداخلية ، و اتهامه بعدم الوطنية، وفي كل
مرة يحاول احد ان يتوجه للجمع والحديث معهم بلغة المنطق والتهدئة، هناك من يستمر
بتحريضهم وتوجيهم بطريقة سلبية !!
كل هذه الضوضاء،
وغياب اغلب الاعضاء عن الجلسة وحضور 126 عضو فقط لا غير ، تميز ت جلسات البرلمان كذلك بالتعتيم وعدم
رغبة اغلب الاعضاء بالحوار مع الصحافة، لدرجة إلغاء المؤتمر الصحفي الاسبوعي ،
ويظل البند السابع المتعلق برئاسة الاركان
محل خصام وجدل منذ ما يقارب الشهر ، والموضوع
الأبرز للجلسات، لدرجة انسحاب أعضاء كتلة التحالف
الوطني بغضب من الجلسة ، مبدية انزعاجها نتيجة الربكة ، والتماطل الحاصل فيما يتعلق بهذا
البند منذ أسابيع ، وهذه المرة كأن الجدل يتعلق با لية التصويت على قرار هل من
المناسب ان تحال هذه المسألة للجنة الخاصة بمتابعة المناصب السيادية ؟! ام هل يرجع
هذا الأمر لوزارة الدفاع ذاتها ؟!
وصدقا يالها من معضلة
، فكيف يمكن لأعضاء المؤتمر الوطني ان يصوتوا على قرار والأغلبية العظمي غائبة عن الجلسة في ذات الوقت !!
ويبدي مثلا العضو المستقل / حسن الامين ، انزعاجه
قائلا (( هناك بطء ومماطلة من المؤتمر الوطني ، فنحن نعاني من إشكالية في الارساء
على قرار واحد، والعمل على صنع قرار حكيم ، صرنا نُدخل انفسنا فيما ليس من
اختصاصاتنا الرئيسية ، من خلال عملية الاسهال التشريعي التي نعانيها حاليا ! نحن
استحقاقاتنا الرئيسية هي تشكيل حكومة ، وهذه نجحنا فيها وحققناها ، أتخدنا بعض
القرارات الامنية التي لا تحتمل التأجيل ، ونجحنا فيها .
حاليا استحقاقنا
الأكبر ، لجنة إعداد الدستور ، وهذه المعضلة التي لا يبدو لها حل ، هل نُعيّنهم ؟
او ننتخبهم !؟ تَوَزُع تخصصات لجان المؤتمر بهذا الشكل ليس من اختصاصاتنا ولا
مهامنا التي انتخبنا لأجلها، العمل على مناقشة مشاريع الحكومة الحالية حتي قبل
خلقها وعملها ، هذا من المعرقلات ، كل هذا التوسع ليس وقته ولا من شأننا ، لابد
على كل الاعضاء ان يقفوا وقفة جادة وأن يعوا مدي الشرف العظيم الذي يعملون عليه حاليا
، ليس من السهل ان تساهم في بناء وخلق هذه المرحلة، فما بالك ان لا تهتم وأن يكون
ولائك الاول للحزب والاجندة التي تعمل عليها ، ولا تهتم بهذا الشعب الذي انتخبك ،
هذا الشيء المخجل والغير مُشرّف ، لا يشرفني ان استمر في العمل بهذا الاسلوب وانا
اشعر في ذات الوقت ان هناك تهرب ومماطلة
تمارس بشكل يومي في حق المسئوليات الأساسية ، وخيانة من انتخبني ، أما مسألة بث
الجلسات مرئيا فهذا مناط با لمزاج العام للأعضاء ، وليس اللائحة الداخلية ، نحن
منذ البداية عملنا بطريقة خاطئة ، كان يجب إقرار لائحة داخلية واحدة وعلى اساسها
نعمل، وليس في كل مرة تحصل مشكلة نعمل على تمييع هذه اللائحة لتناسب الوضع!! في
حال استمرارانا على هذا المنوال البائس ، والاداء الضعيف المخجل ، سأعمل على ايقاف
عضويتي او تقديم استقالتي ،و من المخجل جدا ان استمر وانا لا اتمكن من تقديم أي
شيء حقيقي يُصلح من حال المواطن الليبي ويرفع عنه معاناته.
بينما عضوة كتلة
التحالف الوطني با لبرلمان ، نعيمة الحامي ، تبدي شديد استغرابها من عمل المؤتمر
بهذه الطريقة والاستمرار في تأجيل المسائل
الحساسة وتخبرنا بانه (( في ظرف يومين فقط ينجحون في
تمرير قانون العزل السياسي ، ويصبح الموضوع الاهم رغم انه ليس من الأمور المستعجلة
، او الحساسة ، بينما المسائل المهمة والتي يطالب بها الشارع الليبي ليل نهار ،
تؤجل ولا يحسم فيها منذ شهر ، على هذا المنوال ، ومسألة رئاسة الاركان وتشكيل جيش
حقيقي ، تُماطَل ، او لا يناقش فيها في
اغلب الجلسات، كل هذه الربكة لا توحي بشيء إلا التعطيل الممنهج ، لزيادة التوتر في
الشارع الليبي ، وخاصة في ظل محاصرة اللجنة الامنية العليا الغاضبة لمقر البرلمان
!؟
تساؤلات ،
واستنكارات لا غير ، ولا من مجيب ، و
انعدام مؤشرات التحسن في أداء المؤتمر الوطني العام اتجاه شعبه ومنتخبيه ، أسبوع
لم يحمل في طياته أي نتائج او حسم نهائي لأي مسائل ، والأمور العالقة منذ اسابيع ، لاتزال عالقة ، من يوصفون
أنهم (( رجال امن )) يحاصرون مبني البرلمان ، ويعتدون على من فيه ، ولا من جيش ولا
سلطات عليا لتكف عنا شر هؤلاء !!
وفي ظل انقطاع الاتصالات في الشرق الليبي ،
والعبث بشبكة الاتصالات والنت، والحرب الضروس القائمة بين القبائل في مدينة سبها ،
هذا هوا ما حملته السنة الجديدة في طياتها
، ولعلنا في الاسبوع المقبل نستوعب من
يحكم من ، ومن يحرك ويعيق مسيرة الحكومة الجديدة ، من هي السلطة العليا في ليبيا ،
البرلمان ، الاخوان المسلمين ، الوهابيين
، ام قَطَرُ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق