كهرباء مقطوعة طيلة
اليوم ، تفجيرات لمراكز الشرطة ، اغتيالات ، اشتباكات شخصية تحولت لجبهة مفتوحة ،
كل هذا وأكثر فقط في ثاني أسبوع من رمضان ، ورغم كل هذا التخبط الأمني لم تتحرك في
المؤتمر الوطني شعرة !! ولعل المواطن يتسأل اين دور الأعلام من حال المواطن الليبي
اليومي ، ولماذا لا يتوجه بالملامة نحو المؤتمر الوطني والحكومة ويستفسر ويتضح
أسباب هذا السُبات الرمضاني !!
الطامة تكمن لمن
سيتوجه الاعلام والوزراء معتكفين عن الظهور، واعضاء المؤتمر الوطني يرفضون الرد
على هواتفهم والتواصل ، وفي حال ردوا فأن الردود تكون جد مقتضبة ، ومختصرة ،
والمحير صدقاً رغم كل هذا التخبط الامني الحاصل بسبب الميلشيات المشرعنة في العاصمة طرابلس غير ان اعضاء العديد من اعضاء المؤتمر الوطني اعتكفوا عن الظهور الاعلامي ولم يطالبوا باستقالة وزير الداخلية الجديد - محمد الشيخي - على عكس ماسبق وان فعلوا في كثير من المرات الماضية مع الوزير السابق -عشاور شوايل -!
وكان من الغريب ان يعلن عضو المؤتمر الوطني – صالح جعودة – على قناة العاصمة ،انه على علاقة
وطيدة بجهاز المخابرات ويملك معلومات حصرية لم يعلم بها حتي
المؤتمر الوطني بعد ، وان هذا الجهاز قد سبق ورصد مكالمات هاتفية بين ساعدي
القذافي وفرق اغتيالات داخل ليبيا ، للقيام بعمليات اغتيال تستهدف قيادات الثوار
!
المثير للسخرية انه لحد
الساعة كل الاغتيالات تستهدف قيادات المؤسسة العسكرية وقيادات جهاز الشرطة التي
سبق ان كانت موجودة في عهد النظام السابق ، إذا هل هناك خلل مأ في تجسس جهاز
المخابرات ؟! ام ان عضو المؤتمر الوطني – صالح جعودة يستبق الصراع الذي تعمل
الميلشيات الحاكمة لطرابلس بالتجهيز له على قدم وساق. ولذلك أتصلت صحيفة -البلاد الآن - بعضو لجنة الأمن القومي في
المؤتمر الوطني ورئيسها سابقا – ابو بكر
محمد عبد القادر – في محاولة منا لاستيعاب تصريحات السيد جعودة فأخبرنا قائلاً:
السيد صالح جعودة
بحكم انه نائب رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني ، ويعد حلقة الوصل بين
جهاز المخابرات ولجنة الأمن القومي ، فيحق له ان يصرح بمثل هذه التصريحات ،
وحقيقةً حاولت التواصل مع السيد جعودة بشكل شخصي ولكن لا يوجد أي رد على هاتفه ،
ورغم ان لحد الآن كل الاغتيالات تعني برجال من أجهزة الأمن السابقة ، ولم نعلم عن
أي مؤامرة تحاك حول قيادات الثوار ، لكن لا اعتقد ان السيد جعودة قد يصرح للأعلام
من فراغ ، وللأسف ان ما يحصل حاليا من اضطراب امني جد مقلق خاصة مع تباطؤ وزارة
الداخلية ، وزير الداخلية السابق – عاشور شوايل - كانت لديه خطة امنية محكمة لكن
بسبب الضغوطات السياسية قدم استقالته
مما زاد من حالة التخبط الامني
ورغم محاولات الوزير الحالي الالتزام بخطط الوزير السابق لكن التنفيذ جد بطئ .
المؤتمر الوطني لم
يحسم بعد اموره ، فرغم استعراضه في جلسات
هذا الأسبوع لملف العدالة الانتقالية ، و مناقشة مشروع قانون المحاماة وعرض مشروع مقدم من وزارة العدل بشأن معالجة أوضاع
المغتصبات والمعنفات ، ومتجاهلا في ذات الوقت وبصريح العبارة الحالة الامنية
الرمضانية الرديئة التي يعيشها المواطن الليبي ، وازمة الكهرباء ، كل هذا لكن
المؤتمر الوطني عجز عن البث في أي مسالة من المسائل السابقة ورفعت جميعها للجلسات
القادمة ، وهكذا تواليك إلى حين يكتب لنا الله الفرج القادم من السماء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق