ربيع
الثورة ازهر دماءً واشلاء .
((والدتي تنتظر عودة اخي بشوق بعد حفل تخرجه من
ضمن دفعة خريجي الثانوية العسكرية الفنية برتبة عسكري ، ولكنها استقبلته اشلاء منثورة مرمية هنا وهناك أمام الثانوية العسكرية ، في أي كفن سنضع بقايا
جثته ؟ وهل تبقي من جسدك المغتال شيئا لوضعه في كفن يالله ؟ أين بقايا أخي ، أين
بقايا أبني ، أين بقايا حبيبي ..))
هذا ليس مشهد من فيلم
أكشن، بل هذا واقع عايشته بنغازي الجريحة للمرة الألف لعلها، ولكن اليوم بأسلوب
جديد – سيارة مفخخة – لذلك الطمي ، واندبي يا أمنا في شرقنا الحبيب ، الطمي
ياليبيا ابنائك المغتالون ، الطمي واندبي على بقايا جثثهم المتناثرة في كل
مكان ، اندبوا لعنة ربيعنا العربي ((الاخوان – وانصار شريعة القتل ))، فقد حان وقت
الندب ، حان وقت الصراخ ، الصراخ حتي تبح حناجرنا وتختفي اصواتنا ، صراخا على ربيع
ثورتنا الذي ازهر دماءاً واشلاءاً ، والمؤتمر الوطني نصب رئيسه قائدا لقوات الدروع
، ومافيا غرفة ثوار ليبيا ، وانصار الشريعة ، وباع أهل بنغازي بحفنة من الذهب
الأسود، أين الدروع المكلفة من بنغازي ودرنة والبيضاء أين ؟؟ اين مافيا ثوارك ؟
التي نصبتها علينا من ما يحصل فينا من خطف ، وابتزاز ، واغتيال وقتل ، او الأحرى
ما يرتكب فينا من ارهاب يومي تارة باسم الوطنية وتارة باسم الدين، أم ان المؤتمر استبدل
الوطن بكتلة الوفاء والاخوان ، الكتلتان
اللتان لايعلم الليبيون اين تصب مياههم ، لكنها مؤكدا ليس في تراب الوطن !
زيدان وأقالته ، او
عزله حسب ما صرح الناطق الرسمي – عمر حميدان - ، وتصريحاته الواهنة الضعيفة ، بل
الانكي تزكيته لقطر، و وصفه لنوري ابو سهمين بالمغلوب على أمره ، مقابلة مخيبة للتوقعات لرئيس معزول ، كنا نتوقع منه ان يستعرض علينا
حقائق جديدة لا نعلمها لا ان يزكي ويتهرب ، ولعل الكلمة الوحيدة التي قالها ذات
فائدة تذكر هيا وصفه لمفتي الديار – الصادق الغرياني – بالمتدخل فيما لا شأن له
والقائم على الفتنة ، أخيراً كلمة حق نسمعها من مسئول سابق او حالي ضد هذا الرجل ،مقابلة
- على زيدان – مخيبة ومريبة ، وتطرح تساؤلات عن هذا الرجل (زيدان ) الذي ذهب غير
مأسوفاً عليه ، وعلى فشله المريع ، والليبيون يتحدثون عن شراكته الكاملة في
المؤامرة على الوطن ، مع بقية المافيات التي تدير ، وإدارة البلاد في الفترة
الماضية ، و الأ ما معني صمته هذا؟ هذا الصمت مريب ، مريب .؟!
ومباشرة من بعد تنحية على زيدان من الطريق وتنصيب وزير الدفاع المغلوب على امره
ايضاً كرئيس مؤقت للحكومة التسيرية ، يعلن – نوري ابو سهمين – المنتهية صلاحياته كقائد اعلى للجيش ، القرار
(42) بتوظيف دروع قوات المنطقة الوسطي – مصراته – بفك حصار الحقول النفطية ،
مكررا بهذا نفس سيناريو بني وليد ، وبدل
من التوجه للسدرة مباشرة نفاجئ بالضرب في مدينة سرت !! قوات لا تحتكم
لرئاسة الاركان وتتحرك وتضرب حسب مزاجها ، قوات تعتقد من نفسها الوحيدة التي تملك
صك الوطنية ، ميلشيات لهفت الكثير والكثير من ميزانية حكومة الكيب، وزيدان ، ميلشيات
سعت للحرب الاهلية وسبق وان نجحت ، وأيضاً أبشركم انها ستنجح هذه المرة ايضاً بحكم
ان حراميها حاميها ، ستنجح وسيستمر مسلسل الهزل .
معاً لنعدد الكوارث في ظل هذين الاسبوعين ، تنحية زيدان بدون اكتمال النصاب
القانوني حسب ما ورد في الاعلان الدستوري ، توظيف درع مصراته بفك حصار الحقول
النفطية بقرار باطل ومنتهية صلاحيات صاحبه (القائد الاعلى لقوات الجيش الليبي
المنحصرة في قوات مصراته ) ، بيع النفط بخسارة لناقلة بحرية كورية ، وتمكن قوات
المارينز الامريكية من استعادة الشحنة المهربة أخيرا من بعد كثرة السيناريوهات
والتحليلات حول مصير النفط المهرب بربع ثمنه للناقلة الكورية ، حُسم الامر بتدخل
قوات المارينيز الامريكية ، ومن الطبيعي تدخل القوات الامريكية بحكم ان الشركة
التي باع منها - جظران - النفط امريكية ، والمتوقع حاليا اما بيع الشحنة وتسليم
الايرادات لليبيا ، او تسليم الناقلة النفطية لليبيا وهذا مستبعد ، استكمالا لسيناريو الكوارث ، استمرار مسلسل
القتل اليومي في بنغازي ، بل تطوره للقتل بالجملة من خلال السيارات المفخخة ، في
اول يوم عمل للمؤتمر الوطني – رئيس الحكومة التسيرية – عبد الله الثني - يطلب من المؤتمر بمده بأموال من ميزانية
الطواري، الطلب لم يتضمن رقماً محددا من الارقام ، ولم يتضمن الأسباب ايضاً !!
اعتداءات شبه يومية على الحقول النفطية في
الجنوب الشرقي ، واعلان حالة الطواري وسحب الحكومات الاجنبية لعمالها الاجانب من
الحقول النفطية وبقاء ابنائنا في العمل صامدين في وجه عصابة على بابا والاربعين
حرامي الخاصة بالنفط .
صدقاً اسبوع وانا
عاجزة عن الكتابة ليس من هول الصدمة ،بل بسبب ان كل السيناريو المتوقع حصل ، ولم
اتمكن من الشعور الا بالبرود يحيط جميع حواسي وافكاري اتجاه المشهد الليبي ،
متسائلة الى اين المطاف والنهاية ؟ ما الذي سأقدمه من فكر او حل من خلال الكتابة ،
السؤال الاهم لمن اكتب ؟ شعب سلبي لايتحرك !
أم اكتب لمؤتمر انتهت صلاحياته ورغم هذا لازال يماطل بكل وقاحة معتمدا على
زبانيته ؟؟ الذي لم استوعبه ان من يقتل في الجيش ويغتاله بشكل يومي ، ويصفي القضاة
وينتقم منهم بسبب ماضي قضاياهم معهم، معروفين للكل سواء في الشرق الليبي او غربه ،
ورغم هذا لا ينتفض الشرق ويعلن الحرب عليهم بصحبة ما تبقي من قوات الصاعقة ، رغم
ان السلاح منتشر لدي الكل ! لماذا لا تعلنون الحرب وانعتاقكم من حكم الارهابيين
المغتالين لأرواح ابنائنا كل يوم اكثر من اربع ضحايا ، الشرق يعلن كل يوم الحداد
والغرب الليبي يعلن الصمت ، الى متي نظل خاضعين للمؤامرات القطرية والاخوانية ،
الى متي نظل خانعين لسفاحي الرقاب من انصار شريعة القتل ، الى متي نظل خاضعين
لمؤتمر صلاحياته منتهية يتلاعب بمصائرنا ويستبدل الوطن مقابل حفنة من الذهب الاسود
والمناصب والمليارات المخفية في الارصدة السويسرية ؟ الى متي ، نظل في نفس الخانة
السوداء لا نتحرك بعيدا عنها ولا نعلن التمرد ، الطامة قبل ما تكون في الميلشيات
والاحزاب المؤدلجة، والتناطح الخارجي على
ثرواتنا ، العلّة في داخلنا نحن كشعب ، شعب سلبي يملك السلاح ويكدسه ويعلن الحرب
الصامتة على نفسه ، شعب مشترك في الجرم بصمته ، في الختام العلة تكمن فينا ، لابد
علينا من اعلان التمرد وان نعود لنتحول معا فصيل واحد ضد الخازوق الاخواني
والارهابي الذي يترصدنا كل يوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق